فقلت ادعي وادع فإنّ أندى |
|
لصوت أن ينادي داعيان (١) |
يريد إن دعوت دعوت.
فأكذبهم الله تعالى ، فقال : (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ. وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) أوزار أنفسهم وأثقال من أضلوا وصدوا عن سبيل الله (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) نظيرها (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (٢) الآية.
روي عوف ، عن الحسن أنّ النبي عليهالسلام قال : «أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وأيما داع دعا إلى ضلالة ، فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا» [١٤٢] (٣) ثم قرأ الحسن (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ).
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن عبد الرحمن بن هلال العنسي (٤) ، عن جرير قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحثّنا على الصدقة ، فأبطأ الناس حتى رئي وجهه الغضب ، ثم إنّ رجلا من الأنصار قام فجاء بصرّة وأعطاها ، فتتابع الناس ، فأعطوا حتى رئي (٥) في وجهه السرور ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ سنة سيّئة كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» [١٤٣] (٦).
(وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ. وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ).
قال ابن عباس : بعث نوح عليهالسلام لأربعين سنة وبقي في قومه يدعوهم (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
(فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ. وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً).
ويقولون كذبا ، وقال مجاهد : وتصنعون أصناما بأيديكم فتسمونها آلهة ، نظيره قوله
__________________
(١) لسان العرب : ١٢ / ٥٦٠ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٣٣٠.
(٢) سورة النحل : ٢٥.
(٣) الدرّ المنثور : ٥ / ١٤٢.
(٤) في نسخة : العبسي.
(٥) في المخطوط : يرى.
(٦) مسند أحمد : ٤ / ٣٦٢.