وقيل : الظالم : المرائي في جميع أعماله ، والمقتصد : من تكون أعماله بعضها رياء وبعضها إخلاصا ، والسابق : المخلص في أفعاله كلها ، وقيل : الظالم : من أخذ الدنيا حلالا كان أو حراما ، والمقتصد : من يجتهد في طلب الحلال ، والسابق : الذي ترك الدنيا جملة وأعرض عنها.
أبو عثمان الحبري : الظالم : من وجد الله بلسانه ولم يوافق فعله قوله ، والمقتصد : من وجده بلسانه وأطاعه بجوارحه ، والسابق : من وجده بلسانه وأطاعه بجوارحه وأخلص في عمله ، وقيل : السابقون : هم المهاجرون الأولون ، والمقتصدون : عامة الصحابة ، والظالمون : التابعون.
وسمعت محمد بن الحسين السلمي يقول : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزاز بمصر يقول : قال ابن عطا : الظالم : الذي تحبه من أجل الدّنيا ، والمقتصد : الذي تحبه من أجل العقبى ، والسابق : الذي أسقط مراده بمراد الحق ، فلا يرى لنفسه طلبا ولا مرادا لغلبة سلطان الحق عليه ، وقيل : الظالم : من كان ظاهره خيرا من باطنه ، والمقتصد : الذي استوى ظاهره وباطنه ، والسابق : الذي باطنه خير من ظاهره.
وقيل : الظالم : الذي يعبد الله خوفا من النار ، والمقتصد : الذي يعبده طمعا في الجنة ، والسابق : الذي يعبده لا لسبب ، وقيل : الظالم : الزاهد ، والمقتصد : العارف ، والسابق : المحب ، وقيل : الظالم : الذي يجزع عند البلاء ، والمقتصد : الذي يصبر عند البلاء ، والسابق : الذي يتلذذ بالبلاء ، وقيل : الظالم : الذي يعبده على الغفلة والعادة ، والمقتصد : الذي يعبده على الرغبة والرهبة ، والسابق : الذي يعبده على الهيبة ورؤية المنة ، وقيل : الظالم : الذي أعطي فمنع ، والمقتصد : الذي أعطي فبذل ، والسابق : الذي منع فشكر ، وقيل : الظالم : غافل ، والمقتصد : طالب ، والسابق واجد ، وقيل : الظالم : من استغنى بماله ، والمقتصد : من استغنى بدينه ، والسابق : من استغنى بربه ، وقيل : الظالم التالي للقرآن ، والمقتصد : القارئ له والعالم به ، والسابق : القارئ لكتاب الله العالم بكتاب الله العامل به ، وقيل : السابق : الذي يدخل المسجد قبل تأذين المؤذن ، والمقتصد : الذي يدخل المسجد وقد أذن ، والظالم : الذي يدخل المسجد وقد أقيم ، وقيل : الظالم : الذي يحب نفسه ، والمقتصد : الذي يحب ربه ، والسابق : الذي يحبه ربه ، وقيل : الظالم : مريد ، والمقتصد : مراد ، والسابق : مطلوب ، وقيل : الظالم : مدعو ، والمقتصد مأذون له ، والسابق : مقرب ، وقيل : الظالم : عيوف ، والمقتصد : ألوف ، والسابق : حليف.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : الظالم : ينتصف ولا ينصف ، والمقتصد : ينصف وينتصف ، والسابق ينصف ولا ينتصف.