وأبو عبيد وأبو حاتم بكسر الجيم والباء ، وتشديد اللام ، وقرأ يعقوب بضم الجيم والباء ، وتشديد اللام ، وبه قرأ الحسن وعبيد بن عمير وعيسى بن عمر والأشهب ، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو بضم الجيم وجزم الباء مخففا ، وقرأ الباقون : بضم الجيم والباء وتخفيف اللام ، وكلها لغات.
معناه : الخلق والأمة ، وإنما اختار أبو عبيد وأبو حاتم ضم الجيم والباء والتشديد ؛ لقوله تعالى (وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) (١).
(أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ. هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) تحذرون ، (اصْلَوْهَا) : ادخلوها (الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) فلا يتكلمون. قال قتادة : جرى بينهم خصومات وكلام فكان هذا آخرها.
أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدّثنا أبو عامر حامد بن سعدان قال : حدّثنا أحمد بن صالح قال : حدّثنا عبد الله بن وهب قال : حدّثني عمرو بن الحرث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله ، فجحد وخاصم ، فيقال له : هؤلاء جيرانك يشهدون. فيقول : كذبوا. فيقال : أهلك وعشيرتك. فيقول : كذبوا. فيقال : احلفوا ، فيحلفون.
ثم يصمتهم الله عزوجل ويشهد عليهم ألسنتهم ثم يدخلهم النار» [٧٩] (٢).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا الفربابي قال : حدّثنا هشام بن عمار قال : حدّثنا إسماعيل بن عياش قال : حدّثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل الشمال» [٨٠] (٣).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا القطيعي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا يزيد قال : أخبرنا الحريري أبو مسعود عن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يجيئون يوم القيامة على أفواههم الفدام وإنّ أول ما يتكلم من الآدميين فخذه وكفه» [٨١] (٤).
(وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ. وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ)
__________________
(١) سورة الشعراء : ١٨٤.
(٢) مجمع الزوائد : ١٠ / ٣٥١.
(٣) مسند أحمد : ٤ / ١٥١.
(٤) مسند أحمد : ٥ / ٣ بتفاوت.