قال : كذلك إن شاء الله.
ثم قال الحسن : أسندوني. فأسنده عليّ إلى صدره ثم قال : سمعت جدي رسول الله يقول : «يا بني أدّ الفرائض تكن من أعبد الناس ، وعليك بالقنوع تكن أغنى الناس ، يا بني إن في الجنّة شجرة يقال لها : شجرة البلوى ، يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ، يصبّ عليهم الأجر صبّا ـ ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية ـ (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)» (١).
حدثنا الحرث بن أبي اسامة حدثنا داود بن المخبر حدثنا عباد بن كثير عن أبي الزناد عن [.........] (٢) [عن أبي ذر عن النبي أنه] قال : «من سرّه أن يلحق بذوي الألباب والعقول فليصبر على الأذى والمكاره فذلك انه [.......] (٣) الجزع ومن جزع صيّره جزعه إلى النار ، وما نال الفوز في القيامة إلّا الصابرون إن الله تعالى يقول : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) وقال الله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (٤)» (٥).
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) من هذه الأمة (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) فعبدت غيره (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) وهذا حين دعى إلى دين آبائه ، قاله أكثر المفسرين.
وقال أبو حمزة الثمالي والسبب هذه الآية منسوخة ، إنما هذا قبل أن غفر ذنب رسول الله عليهالسلام (٦).
(قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ).
أمر توبيخ وتهديد كقوله (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (٧). وقيل : نسختها آية القتال (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ) وأزواجهم وخدمهم في الجنّة (يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ).
__________________
(١) المعجم الكبير : ٣ / ٩٣ ، تفسير القرطبي : ١٥ / ٢٤٢ ، الدر المنثور : ٥ / ٣٢٣ ، مجمع الزوائد : ٢ / ٣٠٥.
(٢) كلام غير مقروء.
(٣) كلام غير مقروء.
(٤) سورة الرعد : ٢٣ ـ ٢٤.
(٥) باختصار في تفسير نور الثقلين : ٢ / ٥٠١.
(٦) تفسير أبي حمزة الثمالي : ١٦٢.
(٧) سورة فصلت : ٤٠.