أحدهما : على جواب لو.
والثاني : على الرد على موضع الكرّة ، وتوجيه الكرّة في المعنى لو أنّ لي أن أكر.
كقول الشاعر : أنشده الفراء :
فمالك منها غير ذكرى وحسرة |
|
وتسأل عن ركبانها أين يمموا (١) |
فنصب تسأل عطفا على موضع الذكرى ، لأن معنى الكلام : فمالك منها إلّا أن يذكر ، ومنه قول الله تعالى : (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) (٢) عطف يرسل على موضع الوحي في قوله تعالى : (إِلَّا وَحْياً).
(بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ).
قرأ العامة : بفتح الكاف والتاء.
وقرأت عائشة : بكسرها أجمع ، ردتها إلى النفس.
وروى ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
حدثنا ابن فنجويه حدثنا عمر بن الخطاب حدثنا عبد الله بن الفضل أخبرنا سعيد بن نصير قال : سمعت إسحاق بن سلمة الرازي قال : سمعت أبا جعفر الرازي يذكر عن الربيع بن أنس أنبأني عبد الله بن حامد أخبرتنا سعيدة بنت حفص بن المهتدي ببخارى قالت : حدثنا صالح بن محمّد البغدادي حدثنا عبد الله بن يونس بن بكر حدثنا أبي حدثنا عيسى بن عبد الله بن ماهان أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قالت : سمعت رسول الله عليهالسلام يقول : «بَلى قَدْ جاءَتْكِ آياتِي فَكَذَّبْتِ بِها وَاسْتَكْبَرْتِ وَكُنْتِ مِنَ الْكافِرِينَ» [١٣٩] (٣) على مخاطبة النفس.
قال المروزي : وهي رواية السريحي عن الكسائي.
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ) فزعم أن له ولدا وشريكا (وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ).
قال الأخفش : (تَرَى) غير عاملة في قوله : (وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) إنما ابتداء وخبر.
(أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ).
قرأ أهل الكوفة : بالألف على الجمع.
__________________
(١) جامع البيان الطبري : ٢٤ / ٢٧ ، تفسير القرطبي : ١٥ / ٢٧٢ ، وهو للفراء.
(٢) سورة الشورى : ٥١.
(٣) معاني القرآن : ٦ / ١٨٧ ، الدر المنثور : ٥ / ٣٣٣.