الكواء ، (يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر ، وابن الكواء رجل من الخوارج قال : وكانوا لا يحبون الاستغفار على أحد من أهل هذه القبلة.
وقال : وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ، ووجدنا أغش عباد الله للعباد الشيطان.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن علي بن محمّد الوراق يقول : سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول لأصحابه إذ قرأ هذه الآية : افهموا فما في العالم خيرا أرجى منه.
(رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ) في محل نصب عطفا على الهاء والميم (صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
قال سعيد بن جبير : يدخل الرجل الجنّة فيقول : أين أبي أين أمي أين ولدي أين زوجي؟
فيقال : لم يعملوا مثل عملك.
فيقول : كنت أعمل لي ولهم.
فيقال : أدخلوهم الجنّة.
(وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ) أنواع العذاب (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ) يوم القيامة وهم في النار وقد مقتوا أنفسهم حين عاينوا العذاب فيقال لهم : (لَمَقْتُ اللهِ) إياكم في الدّنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون (أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ) اليوم (أَنْفُسَكُمْ) عند حلول العذاب بكم (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ * قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ).
قال ابن عبّاس وقتادة والضحاك : كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ، فأحياهم الله تعالى في الدّنيا ثم أماتهم الموتة التي لا بدّ منها ، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة ، فهما حياتان وموتتان ، وهذا مثل قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) (١) الآية.
وقال السدي : أميتوا في الدّنيا ثم أحيوا في قبورهم ، فسئلوا ثم أميتوا في قبورهم ، ثم أحيوا في الآخرة.
(فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) فنصلح أعمالنا ، نظيرها قوله : (هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) (٢) (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) في الكلام متروك استغنى بدلالة الظاهر عليه ، مجازه : فأجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك وهو العذاب والخلود في النار ، بأنه (إِذا دُعِيَ اللهُ
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٨.
(٢) سورة الشورى : ٤٤.