بكلّ ما أمر به.
وقال السري بن المغلس السقطي : التوبة صدق العزيمة على ترك الذنوب ، والإنابة بالقلب إلى علام الغيوب ، والندامة على ما فرط من العيوب ، والاستقصاء في المحاسبة مع النفس بالاستكانة والخضوع.
وقال عمرو بن عثمان : ملاك التوبة إصلاح القوت.
وسمعت أبا القاسم بن أبي بكر بن عبد الله البابي ، يقول : سمعت أبا يعلي حمزة بن وهب الطبري ، يقول : سمعت الحسن بن علوية الدامغاني ، يقول : سمعت يحيى بن معاذ ، وسئل : من التائب؟ فقال : من كسر شبابه على رأسه وكسر الدّنيا على رأس الشيطان ، ولزم الفطام حتّى أتاه الحمام.
وقال سهل بن عبد الله : التوبة ، الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة ، وسئل ابن الحسن البوشيخي : عن التوبة؟ فقال : إذا ذكرت الذنب فلا تجد حلاوته في قلبك.
وقال الراعي : التوبة ترك المعاصي نية وفعلا ، والإقبال على الطاعة نية وفعلا ، وسمعت أبا القاسم الحبيبي ، يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عماد البغدادي ، يقول : سئل جنيد : من التائب؟
فقال : من تاب عما دون الله.
وقال شاه الكرماني (١) : اترك الدّنيا وقد تبت وخالف هواك وقد وصلت ، ويعفو عن السيئات إذا تابوا فيمحوها.
أخبرنا الحسن بن محمّد بن الحسن بن جعفر ، حدثنا أبي ، حدثنا جعفر بن سواد ، حدثنا عطية بن لفته ، حدثنا أبي ، حدثنا الزبيري ، عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة.
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله تعالى أفرح بتوبة عبده المؤمن من الضال الواجد ، ومن العقيم الوالد ، ومن الظمآن الوارد. فمن تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا أنسى الله حافظيه وبقاع الأرض خطاياه وذنوبه (٢)». أو قال : «ذنوبه وخطاياه» [١٨٢].
(وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ). قرأ الأعمش وحمزة والكسائي وخلف بالتاء ، وهي قراءة عبد الله وأصحابه ، ورواية حفص عن عاصم غيرهم بالياء ، وهي اختيار أبي عبيد ، قال : لأنّه لمن خبرني عن قوم. قال قبله : (عَنْ عِبادِهِ) ، وقال بعده : (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ).
__________________
(١) المتوفي سنة ٢٧٠ ه ، واسمه شاه بن شجاع الكرماني أبو الفوارس ، راجع الوافي : ١٤ / ٢٣.
(٢) كنز العمال : ٤ / ٢٠٥ / ح ١٠١٦٦.