أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو العباس السراج ، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف ، عن زياد بن محراق ، عن أبي كنانة ، عن أبي موسى ، قال : قام النبي صلىاللهعليهوسلم على باب البيت وفيه نفر من قريش ، فأخذ بعضادي الباب ، ثمّ قال : «هل في البيت إلّا قريشي؟» قالوا : لا يا رسول الله. إلّا ابن أخت لنا ، قال : «ابن أخت القوم منهم» ثم قال : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما داموا إذا حكموا فعدلوا ، واسترحموا فرحموا ، وعاهدوا فوفوا ، فمن لم يفعل ذلك فعليه (لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» [١٩٦] (١).
أخبرنا عبيد الله الزاهد ، حدثنا أبي العباس السراج ، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ، حدثني موسى بن داود وخالد بن خداش ، قالا : حدثنا بكير بن عبد العزيز ، عن يسار بن سلامة ، عن أبي بردة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الأمراء من قريش ، لي عليهم حقّ ولهم عليكم حقّ ما فعلوا ثلاثا : ما حكموا فعدلوا ، واسترحموا فرحموا ، وعاهدوا فوفوا» (٢).
زاد خالد : «فمن لم يفعل ذلك فعليه (لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)» [١٩٧].
أخبرنا ابن فنجويه ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : في قول الله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) قال : قول الرجل : حدثني أبي ، عن جدي.
(وَسْئَلْ) يا محمد. (مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ).
اختلف العلماء في هؤلاء المسؤولين. فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وعطاء بن أبي رياح والحسن والمقاتلان : هم المؤمنون أهل الكتابين ، وقالوا : هي في قراءة عبد الله وأبي (وأسئل الّذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا) ، وقال ابن جبير وابن زيد : هم الأنبياء الّذين جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس.
أخبرنا ابن فنجويه حدثنا موسى بن محمد ، حدثنا الحسن بن علوية ، حدثنا إسماعيل بن عيسى ، حدثنا المسيب ، قال : قال : أبو جعفر الدمشقي : سمعت الزهري يقول : لما أسري بالنبي صلىاللهعليهوسلم صلّى خلفه تلك الليلة كلّ نبي كان أرسل فقيل للنبي عليهالسلام: (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ).
أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري ، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن
__________________
(١) مسند أحمد : ٤ / ٤٢١ ، مجمع الزوائد : ٥ / ١٩٣.
(٢) مسند أحمد : ٤ / ٤٢٤.