السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦))
(حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ. إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) قال قتادة وابن زيد : هي (لَيْلَةُ الْقَدْرِ) ، أنزل الله تعالى القرآن (فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) من أم الكتاب إلى السّماء الدّنيا ، ثمّ أنزله على نبيه صلىاللهعليهوسلم في الليالي والأيام ، وقال الآخرون : هي ليلة النصف من شعبان.
أخبرنا الحسين بن محمّد فنجويه ، حدثنا عمر بن أحمد بن القاسم ، حدثنا إبراهيم المستملي الهستجاني ، حدثنا أبو حصين بن يحيى بن سليمان ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا أبو بكر بن أبي سبره ، عن إبراهيم بن محمد ، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب «رضياللهعنه» قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان ليلة النصف من شعبان ، قوموا ليلتها وصوموا يومها ، فإنّ الله تعالى ينزل لغروب الشمس إلى سمّاه الدّنيا فيقول : ألّا مستغفر فأغفر له ، ألّا مسترزق فأرزقه ، ألّا مبتلى فأعافيه ، ألّا مبتلى فأعافيه ، ألّا كذا ، ألّا كذا ، ألّا كذا ، حتّى يطلع الفجر، (إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)» [٢١٠] (١).
(فِيها يُفْرَقُ) يفصل. (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) محكم. قال الحسن ومجاهد وقتادة : يبرم في ليلة القدر من شهر رمضان كلّ أجل وعمل وخلق ورزق ، وما يكون في تلك السنة ، وقال أبو عبد الرّحمن السلمي : يدبر أمر السنة في ليلة القدر ، وقال هلال بن نساف : كان يقال : انتظروا القضاء في شهر رمضان.
وقال عكرمة : في ليلة النصف من شعبان ، يبرم فيه أمر السنة ، وينسخ الأحياء من الأموات ، ويكتب الحاج ، فلا يزاد فيهم أحد ، ولا ينقص منهم أحد.
يدل عليه ما أخبرنا عقيل بن محمد ، أخبرنا أبو الفرج القاضي ، أخبرنا محمد بن جبير ، حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس ، حدثني أبي ، حدثنا الليث ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان. حتّى أنّ الرجل لينكح ويولد له ، وقد خرج أسمه في الموتى» [٢١١] (٢).
(أَمْراً) أي أنزلنا أمرا. (مِنْ عِنْدِنا) من لدنا ، وقال الفراء : نصب على معنى نفرق كل
__________________
(١) كنز العمال : ١٢ / ٣١٤ ، ح ٣٥١٧٧.
(٢) كنز العمال : ١٥ / ٦٩٤ ، ح ٤٢٧٨٠.