النساء. (مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ) يعني مؤمني بني إسرائيل.
(عَلى عِلْمٍ) منّا لهم. (عَلَى الْعالَمِينَ) يعني عالمي زمانهم (وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) قال قتادة : نعمة بيّنة حين فلق لهم البحر وظلّل (عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) وأنزل (١) (عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى).
وقال ابن زيد : ابتلاهم بالرخاء والشدة ، وقرأ : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٢).
(إِنَّ هؤُلاءِ) يعني مشركي مكّة. (لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ) بمبعوثين بعد موتنا. (فَأْتُوا بِآبائِنا) الّذين ماتوا. (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) إنّا نبعث أحياء بعد الموت.
(أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) قال قتادة : هو تبّع الحميري ، وكان سار بالجيوش حتّى حيّر الحيرة ، وبنى سمرقند ، وكان إذا كتب ، كتب باسم الّذي يملك برا وبحرا وضحا وريحا.
وذكر لنا إنّ كعبا يقول : ذمّ الله قومه ولم يذمّه ، وكانت عائشة «رضياللهعنها» تقول : لا تسبوا تبّعا فإنه كان رجلا صالحا ، وقال سعيد بن جبير : هو الّذي كسا البيت.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ، حدثنا أبو بكر بن محمد القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر ، عن سهل بن سعد ، قال : سمعت النبي عليهالسلام يقول : «لا تسبوا تبّعا ، فإنّه قد كان أسلم» [٢١٥] (٣).
أخبرنا ابن فنجويه الدينوري ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه ، حدثنا محمد بن علي سالم الهمذاني ، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن أبي ذيب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أدري تبّع نبيا كان أم غير نبي» [٢١٦] (٤).
(وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم الخالية الكافرة.
(أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ).
(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا
__________________
(١) وفي المخطوط : أنزلنا ، وهو خطأ.
(٢) سورة الأنبياء : ٣٥.
(٣) مسند أحمد : ٥ / ٣٤٠.
(٤) عون المعبود : ١٢ / ٢٨١ ، تفسير ابن كثير : ٤ / ١٥٦.