الرسالة والنصيحة (مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ) أي ما ثوابي إلّا على الله (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ) : يرمي ويأتي (بِالْحَقِ) ينزله من السماء إلى خير الأنبياء ، (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) رفع بخبر إن.
(قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (٤٩) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠) وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٢) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (٥٤))
(قُلْ جاءَ الْحَقُ) القرآن والإسلام ، وقال الباقر : يعني السيف.
(وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ) يعني ذهب الباطل وزهق فلم تبق له بقية يبدي بها ولا يعيد ، وهذا كقوله : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) (١).
وقال الحسن : (وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ) ، وهو كل معبود من دون الله لأهله خيرا في الدنيا (وَما يُعِيدُ) في الآخرة.
وقال قتادة : الباطل إبليس ، أي ما يخلق إبليس أحدا ولا يبعثه ، وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين عن عبد الله بن إبراهيم بن علي عن محمد بن عمران بن هارون عن سفيان بن وكيع عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال : دخل النبي صلىاللهعليهوسلم مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود معه ويقول : (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٢) (جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ).
(قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) وآخذ بجنايتي (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ).
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) يعني من عذاب الدنيا ، فلا نجاة (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) يعني عذاب الدّنيا ، وقال الضحاك وزيد بن أسلم : هو يوم بدر. الكلبي : من تحت أقدامهم.
وأخبرنا محمد بن نعيم عن محمد بن يعقوب عن الحسن بن علي بن عفان عن الحسن بن عطية عن يعقوب الأصفهاني عن ابن أبزي : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) قال : خسف بالبيداء.
أخبرني عقيل بن محمد أنّ المعافى بن زكريا البغدادي أخبرهم قال : أخبرنا محمد بن
__________________
(١) سورة الأنبياء : ١٨.
(٢) سورة الإسراء : ٨١.