فقال : «فكلّ عظم لم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحما ، والبعر لدوابكم».
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تستنجوا بالعظام ولا بالبعر فإنّه زاد إخوانكم من الجنّ» [١٤] (١).
أخبرنا أبو عبد الله بن منجويه ، حدّثنا أبو بكر بن خرجه ، حدّثنا محمّد بن أيّوب ، أخبرنا سلمان بن داود الشاذكوي ، عن خالد بن عبد الله الواسطي ، عن خالد الحذّاء ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لم أكن مع النبيّ صلىاللهعليهوسلم ليلة الجنّ وودت أنّي كنت معه.
أخبرنا ابن منجويه ، حدّثنا موسى بن محمّد بن علي ، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدّثنا سليمان بن حرب ، حدّثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سألت أبا عبيدة بن عبد الله ، أكان عبد الله مع النبيّ صلىاللهعليهوسلم ليلة الجنّ؟ قال : لا. قال : وسألت إبراهيم. فقال : ليت صاحبنا كان ذاك.
قوله تعالى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) اختلفوا في مبلغ عددهم ، فقال ابن عبّاس : كانوا سبعة نفر من جنّ نصيبين فجعلهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم رسلا إلى قومهم.
أخبرنا ابن منجويه ، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، وعبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن مجاهد ، حدّثني أحمد بن حرب ، حدّثنا سنيد ، حدّثنا حجاج ، قال : قال ابن جريح : أخبرني وهب بن سلمان ، عن شعيب الحماني. إنّ أسماء الجنّ الّذين صرفهم الله تعالى إلى رسوله شاصر ، وماصر ، ومنشي ، وماشي ، والأحقب (٢) وقال آخرون : كانوا تسعة.
أخبرني أبو علي السراج ، أخبرنا أبو بكر القطان ، حدّثنا أحمد بن يوسف السّلمي ، حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي ، قال : ذكر سفيان ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : كان زوبعة من التسعة الّذين استمعوا القرآن من النبي صلىاللهعليهوسلم.
(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا) قالوا : صه. وبإسناده عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن ثابت بن قطبة الثقفي ، قال : جاء أناس إلى عبد الله بن مسعود ، قالوا : كنّا في سفر فرأينا حيّة متشحّطة في دمها مقتولة ، فأخذها رجل منّا ، فواريناها ، فلمّا ولّوا جاءهم ناس ، فقالوا : إنّكم دفنتم عمرا ، فقالوا ومن عمر؟ قالوا : الحيّة التي دفنتم في مكان كذا وكذا. أمّا إنّه كان من النفر
__________________
(١) سنن الترمذي : ١ / ١٦.
(٢) راجع تفسير القرطبي : ١٦ / ٢١٤ ؛ وفتح الباري : ٨ / ٥١٧.