«وامسح بمقدّم رأسك وظاهر القدمين بنداوة (١) وضوئك» (٢).
ولحسنة زرارة ـ كالصحيحة ـ قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ الله وتر يحبّ الوتر فقد يجزيك من الوضوء ثلاث غرفات : واحدة للوجه واثنتان للذراعين ، وتمسح ببلّة يمناك ناصيتك ، وما بقي من بلّة يمناك ظهر قدمك اليمنى ، وتمسح ببلّة يسراك ظهر قدمك اليسرى» (٣).
ولما روي في «الفقه الرضوي» : «ومسح الرأس والرجلين بفضل النداوة التي بقيت في يديك من وضوئك» (٤).
وهي منجبرة بعمل الأصحاب ، فتكون حجّة ، لما حقّق في محلّه.
والأخبار السابقة حجّة من هذه الجهة أيضا ، والدلالة في الكلّ واضحة ، أمّا في الثلاثة الاول ؛ للأمر الدالّ على الوجوب.
وأمّا في الأخيرتين ؛ وإن كانتا خبريتين ، لكن لا يضرّ لوقوعهما موقع الإنشاء ، مع أنّ الثانية منهما ظاهرة في كون المسح شرعا بنداوة الوضوء خاصّة.
وكون مسح الرأس والقدم اليمنى من بلّة اليمنى واليسرى من اليسرى ، لم يثبت على عدم وجوبه إجماع.
بل الظاهر وجوبه عند الكليني (٥). وغيره ممّن يكون فتواه مضمون ما رواه (٦).
__________________
(١) في المصدر : وظاهر قدميك من فضل نداوة.
(٢) كشف الغمّة : ٢ / ٢٢٧.
(٣) الكافي : ٣ / ٢٥ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ١ / ٣٨٨ ذيل الحديث ١٠٢١.
(٤) الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ٦٧ و ٦٨ ، مستدرك الوسائل : ١ / ٣٠٢ الحديث ٦٨٢ نقل بالمضمون.
(٥) الكافي : ٣ / ٢٩ الحديث ٢.
(٦) المقنع : ١٦ ، النهاية للشيخ الطوسي : ١٥.