٥٤ ـ مفتاح
[اشتراط النيّة في الوضوء]
يشترط فيه النيّة مقارنة لأوّل فعل منه على المشهور ، بمعنى إخطاره مع مميّزاته بالبال تقرّبا إلى الله تعالى.
ولم يصل إلينا من قدمائنا في ذلك نصّ لا فيه ولا في سائر العبادات ، إلّا ما نقل من ظاهر الإسكافي من استحبابها في الطهارات (١) ، وليس في الكتاب والسنّة إلّا ما يدلّ على اعتبار القصد الباعث ، والهمّة اللازمة الاقتران من المختار دون المخطر بالباطل ، المنطبق عليهما تارة والمتخلّف عنهما اخرى ، كقوله سبحانه (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (٢) ، وقوله عزوجل (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ) (٣) ، وحديث : «إنّما الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى» (٤) ، وغير ذلك.
ومن هنا قيل : لو كلّفنا بإيقاع الفعل من دون نيّة لكان تكليفا بما لا
__________________
(١) نقل عنه الشهيد في ذكرى الشيعة : ٢ / ١٠٥.
(٢) الأعراف (٧) : ٢٩.
(٣) البقرة (٢) : ٢٧٢.
(٤) وسائل الشيعة : ١ / ٤٨ الحديث ٨٩ و ٩٢ مع اختلاف يسير.