وكثيرون من رجال العلم فاترون دائبون على الفتور متقهقرون ماضون في التقهقر في حال تنذر بوخامة العاقبة التي ينظرون إليها كالمكتوب المهم يستهول عمق الهوة دون ان يفكر بوسيلة تحميه من هول الانحدار.
وافضل ما يوضح ميزة الشعور بالواجب أن يمضي الرجل منا في قوم واقفين ان لم نقل في قوم راجعين.
ولا يصح اعتبار هذه الميزة ميزة ـ كما هو واضح ـ إلا حين يستمد بحث الباحث في التاريخ والمسائل النظرية القديمة من الحياة الحاضرة جدة في تبسيط الموضوع واسلوب عرضه على نحو يحيه احياء يلائم مناحي التفكير الحاضر. وقد عرفنا رجالا مكثرين لا يغنيهم الا كثار شيئا وراء تضييع الايام في انفاقها على نسخ كتب قديمة ينشرونها من اجداثها كما تنشر العظام البالية من اجدلتها مشوهة شائهة دون ان يسبلوا عليها رداء أو يكسوها بعمل فني حديث يجعل نشرها عملا مشروعا.
فنحن حين نسجل للشيخ عبد الله ميزة في مؤلفاتة المستمدة من الفكر الاسلامي وتاريخه نحافظ على الدقة بالتعبير ونلمح به الى صنعه الخاص في ابحاثه التي يلبسها من فكره وجهده ورأية ما يشفع بالعودة إليها باعتبارها فكرة متصلة بحياتنا اتصالا مركزا بنظر المتجردين الاحرار.
ولي كلمة احب ان اقولها في هذا السياق بهذه المناسبة وهي ان ـ التاريخ ـ باشمل مداليله ـ من كل امة جزء من حاضر كل امة والعودة إليه عمل لاغناء عنة في بناء النهضات أو ضع استمرارها. وعلى ذلك فمعالجوه طبقة لابد منها حين توزع اعمال الحياة الحاضرة لان حذفها حذف لحلقة من