رسول الله واضطرب النصارى في نجران ، وانخلعت قلوب القسس الذين يديرون شؤون كعبة نجران ، وهالهم انتشار الاسلام ، وبيناهم في حيرتهم سادرون إذ ورد عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم للاسلام أو اعطاء الجزية أو ينابذهم الحرب ، والحرب كانت علاجا مرا يتجرعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كره دفعا للاذى وكفا للفتنة ، وليس في موضوعنا ان ندخل في هذا البحث.
عظم على رؤساء نجران هذا التحدي من النبي (ص) وعقدوا مؤتمرا عاما اجتمع فيه رؤساء النصرانية ورجال حربها واحلافهم ، يشتورون فيما يجب عليهم ان يصنعوه ، لان عوامل الخطر اصبحت تحيط بنجران بصورة خاصة وبالنصرانية بصورة عامة ، واصبح الاسلام قوى الدعائم بشمول عدله ، وقوة برهانه ، وقد تلقى الدعوة الاسلامية من تلقاها وهو مستريح إليها ، لانها دعوة طبيعة ليس فيها ما ينفيه العقل أو ينافيه وليس فيها ما يحجزه عن النظر في ملكوت السموات والارض بل الاسلام دعوة الى ذلك بصراحة رفعت كل الحواجز وسهلت جميع السبل.
ويلوح ان المؤتمر كان صريحا اتسع فيه المجال لرجاله المتعاقدين للنظر في الحوادث الجسيمة التي تقع على مقربة منهم وتحت سمعهم وبصرهم.
وقد اهمل التاريخ ـ على عادته ـ ما دار في ذلك المؤتمر من جدل عنيف بين الاقطاب المشتورين في صحة رسالته وصدق دعواه.
والذي يلوح انه ليس بمستطاع للتاريخ ان يقول كلمته في ذلك وليس