يكاد ان يكون غريبا عن المعنى الذي يلوح به قوله «فان لم تفعل فما بلغت رسالته» فانه ليس في الشريعة من احكام يخشي اظهارها رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك ليس فيها تكاليف هي موضع العتبي ليعصمه الله من الناس وعند نزول الاية كانت الشريعة تامة كاملة.
ولا نريد ان ننكر ان في المفسرين من لا قصد له ولكنه انخدع في الظواهر فسار في طريقه ورائده حسن الظن.
ولكن يجب ان لانشك بان التفسير مع الاخلاص وحسن النية يلزمه البحث في كل مرحلة من مراحل الملابسات والعلل واسباب النزول وبدايتها ونهايتها وموقع الاية من الكلام وما الى ذلك من مراحل ظواهر الايات وسياقها وان تغاضي المفسر عن شئ من ذلك فقد اشطط في القول وصرف الكلام العربي البليغ عن معناه.
وكذلك نرى العقيدة حكمت على بعض المفسرين بصرف معني الولاية في آية «انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون» فلقد فرقوا بين الولاية لله ولرسوله والولاية لاولي الامر الذين يعطون الزكاة وهم راكعون ولم يكن من داع لذلك سوى ان ان الذي اعطى الزكاة هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
وانه لمن المؤسف اشد الاسف ان نجد من المفسرين من جرفته السياسة الخادعة الى اصطناع اساليب بعيدة عن المقصد السامي الذي يحاوله كتاب الله المجيد ، ويجترئون على صرف الايات عن مقصدها لغرض اكثر ما يتصل بالسياسة والعقيدة ، وهذه الجرأة قد ادت الى القول بالرأي في كتاب