«ولرسول الله (ص) كلام في مثل هذا في صفه أولياء سبحانه أحببت ايراده هنا»
٤٠ ـ من الكتاب المذكور مرفوعا إلى النبي (ص) أنه قال :
أ تدرون غمي؟ وفي أي شئ تفكري؟ والى أي شئ اشتاق؟
قال أصحابه يا رسول الله ما علمنا بهذه من شئ أخبرنا بغمك وتفكرك وتشوقك؟
قال النبي صلى الله عليه وآله : أخبركم شاء الله ثم تنفس وقال هاه شوقا إلى إخواني من بعدي فقال أبو ذر يا رسول الله السنا إخوانك؟
قال : لا أنتم أصحابي وإخواني يجيئون من بعدي شانهم شان الأنبياء قوم يفرون من الاباء والأمهات ومن الاخوة والأخوات ومن القرابات كلهم ابتغاء مرضات الله يتركون المال ويذلون أنفسهم بالتواضع لله لا يرغبون في الشهوات وفضول الدنيا مجتمعون في بيت من بيوت الله كأنهم غرباء محزونين لخوف النار وحب الجنة فمن يعلم قدرهم الله ليس بينهم قرابه ولا مال يعطون بها بعضهم لبعض أشفق الابن على الوالد ومن الوالد على الولد ومن الأخ على الأخ.
هاه شوقا إليهم يفرغون أنفسهم من كد الدنيا ونعيمها بنجاة أنفسهم من عذاب الأبد ودخول الجنة لمرضاة الله.
واعلم يا أبا ذر : ان للواحد منهم اجر سبعين بدريا.
يا أبا ذر ، واحد منهم أكرم على الله من كل خلق الله على وجه الأرض.
يا أبا ذر ، قلوبهم الله وعملهم لله لو مرض أحدهم له فضل عباده الف سنه صيام نهارها وقيام ليلها.
وان شئت حتى أزيدك أبا ذر قال (١) : نعم يا رسول الله زدني.
__________________
١ ـ قلت / خ.