على أن تذبح لي ولدك قربانا ، وتصلي لي ثلاث صلوات فأقلدك وأكون معك ، وأجعلك كاهنا كاملا تاما وأقيمك مقامي ففعل ما أمر به فأمر إبليس الشياطين بطاعته ، وليكون معه ، ثم أتوه بولد سام فحاربهم وعاونه إبليس فقهرهم واستعبدهم ، فانقادوا له وأطاعوه فبنى له إبليس قصرا وصفحه بالذهب (١) المكللة بالجوهر تضئ ما حوله ودفع إليه سيفا يتألق نورا في رأسه ثعبان يمتد إلى من يومئ إليه فيقتله ، فلما رأى (٢) الناس ذلك أذعنوا له بالطاعة ، ثم دعاهم إلى عبادته فأمر أن يبنى له صرح (٣) من الحجارة ومن الكلس فلم يبق احد إلا عمل فيه وقال يكون حصنا لكم.
وعاونته الابالسة فبنى صرحا عظيما فبلغ ارتفاعه في الجو تسعمائة ذراع ، ثم هندم أعلاه بأغرب بنيان وبنى فيه مجالس على أساطين غريبة ، وكان عرض كل حائط من حيطانه الاربع ألف ذراع وما بين ذلك من الطبقات جعلها كلها مخازن وملا جميعها من المال والطعام والشراب وجميع الالات وكل ما يخاف أن يحتاج إليه يوما من الدهر بما يقوم به هو وأهله مدة من الدهر طويلة ، وجعل مجلسه أعلاه وأمر الناس أن يعبدوه.
واتخذ صاحب خبره جنيا (٤) بينه وبين الناس ، فإذا رفع إليه أن أحدا امتنع عن عبادته أمر به فطرح من أعلى الصرح إلى أسفله.
وزعم قوم أنه يكون على السحاب ويصعد إلى الفلك ، وكان يركب عجلة منصوبة على ظهور الشياطين وينحدر منها إلى الارض ففرق الناس منه وافتتنوا به وعبده كثير منهم ، وعظم أمره. واتصل بسام أنه يريد قتله ، وقد عزم عليه فأخرج سام الاسماء التي علمه نوح عليه السلام إياها ، وقال له
__________________
(١) لعل الصواب بالمذاهب.
(٢) ب : رأوا.
(٣) ب : صرحا.
(٤) في ب : حبشيا.