من ذلك ووجدوا شبه الطريق فساروا عليه يوما كلاما إلى أن وصلوا إلى الاهرام من خارج.
وكان ذلك في زمان يزيد بن عبد الله والي مصر فأخبروه بذلك فاستعد ووجه معهم من يدخل الهوة فأطافوا أياما فلم يجدوها ، وأشكل عليهم أمرها ، ولم يكن لهم إليها سبيل ولا وجدوا فيها حيلة ، والذي أخرج ذلك وحده جوهرة نفيسة باعها بمال خطير.
وذكر أن قوما في وقت أحمد بن طولون دخلوا الهرم فوجدوا في طاق من أحد بيوته أشنانة زجاج فأخذوها وخرجوا بها فافتقدوا رجلا منهم فدخلوا في طلبه إذ خرج عليهم عريانا يضحك ويقول «لا تتعبوا في طلبي» ورجع هاربا إلى داخل الهرم ، فعلموا أن الجن قد استهوته وشاع أمرهم.
وقيل إن أحدهم سعى بهم فأخذ الاشنانة منهم ، ومنع الناس من دخول الهرم ، وأنهم وزنوا ذلك الاشنان فوجدوا فيه سبعة أرطال من زجاج أبيض صاف ، فانتبه رجل من أهل المعرفة ، وقال لم تتخذ الملوك هذه لباطل وما عملت إلا لشئ ، ثم ملا الاشنان بالماء ثم وزنه فوجده ملاء مثل وزنه فارغا لا ينقص ولا يزيد.
وحكي أن قوما دخلوا الهرم ومعهم غلام يعبثون به ، فخرج عليهم غلام أسود في يده عصى ، فأخذ يضربهم ضربا وجيعا فخرجوا هاربين وتركوا طعامهم وشرابهم وبعض ثيابهم ، وقد أصاب قوم في بربا اخميم مثل ذلك.
وحكي أن رجلا وامرأة دخلا للفجور فصرعا جميعا فلم يزالا مصحوبين مشهورين إلى أن ماتا.
وفي بعض مصاحف القبط أن سوريد الملك لما أخبره كهنته بخبر النار المحرقة ، التي تخرج من برج الاسد فتحرق العالم فعمل في الاهرم مسارب