على العمود فيقطعون * قطعا ويقعون على الماء فيدعون لهم أصحابهم بالطوبى والمصير إلى الجنة واللذة.
ولهم نهر مكران الذي مد النيل (١) فيما ذكروا منه ، وقالوا إنه يخرج من الجنة ، وإنه لو لم ينجس بالذنوب لما كان (يموت) (٢) من شرب منه ولهم نهر آخر من سنتهم أن يحضره رجال بأيديهم سيوف قاطعة ، فإذا أراد الرجل من عبادهم أن يتطهر ويتقرب إلى الباري سبحانه ، أتى في جماعة يأخذون ما عليه من الحلى واللباس وأطواق الذهب والاسورة والقراطق لان أبناء الملوك كثيرا (٣) ما يخرجون إلى هذا النهر ثم يطرحونه على لوح عظيم ويأخذون بأطواقه ويضربونه بسيوفهم ويقطونه نصفين فيلقون أحد النصفين في هذا النهر والنصف الآخر في بحر كند (٤) ويزعمون أن هذين النهرين يخرجان من الجنة.
وفي جبال سرنديب وادي الماس وهو بعيد القعر وبه حيات عظام مؤذية فإذا أرادوا إخراج الماس طرحوا فيه ما أمكنهم لحما حارا طري السلخ ، فترى نسود تلك الجهة وهي به كثيرة ، ذلك اللحم فنتقض عليه وتأخذه وترفعه إلى حيث تأكله خوفا من حيات الوادي ، فيقصد طالب ذلك إلى موضع المأكول فيجدون بها ما تعلق باللحم من الماس على قدر العدسة والفولة والحمصة ، وأكبر ما يجدونه قدر الباقلا ، ويتخذ منه الملوك فصوصا لخواتم يلبسونها.
وذكر صاحب المنطق أن من الماس حجارة كبار إلا أنه يوصل إليها لاجل الحيات التي في ذلك الوادي.
__________________
(١) ب : مكرم ان الذي يمد من فيما ذكروا.
(٢) لمن ت ما بينها سقط في ت.
(٣) في ب : كثير.
(٤) في ت : الكند.