وقد كان بعض الملوك سار إليها فلما نزل عليها وقع إلى أصحابه النعاس وخدر الاجسام ، وضعفت أنفسهم ، ولم يقدروا على الحركة ، فبادر من حضر منهم إلى المراكب ، وهلك من أخلد منهم إلى المقام والتخلف.
ويقال ان ذا (١) القرنين لما صار إلى الظلمة مر بجزيرة فيها أمم رؤوسهم رؤس الكلاب العظام ، بادية أنيابهم يخرج من أفواههم لهب النار ، يخرجون إلى المراكب فحاربوه وحاربهم وتخلص منهم ، وسار فرأى نورا ساطعا فقصده فإذا هو (قد) بلغ جزيرة القصر وهذه الجزيرة في وسطها قصر مبني من البللور الصافي على شاطئ البحر ، فأراد النزول بها فمنعه من ذلك بهرام فيلسوف (٢) الهند ، وعرفه ان من نزل إليها وقع عليه النوم وغرب (٣) عنه عقله ، ولم يستطع الخروج عنها حتى يهلك.
ويقال انه ظهر بها قوم قد صار لباسهم ورق الشجر ، فسأل بهراما عن مقامهم فيها كيف امكنهم على ما ذكره ، فأخبره بهرام ان بها ثمرا إذا أكلوه زال ذلك عنهم.
وذكروا أنه إذا كان الليل ظهر بشرافات ذلك القصر مثل المصابيح تسرج إلى الصبح ثم تخمد نهارها إلى الليل ثم تسرج ايضا.
وفي هذا البحر جزيرة بيضاء واسعة وبها ماء وشجر (٤) وفيها قوم شقر وجوههم فيما وراءهم (٥) وهم عراة ، وللواحد منهم ذكر وفرج (٦) امرأة
__________________
(١) ب : ذي ، ت : ذو.
(٢) في ب : بهرام فيلفوس.
(٣) ب : أخذه وعزم عنه عقله.
(٤) ب : ماءا وشجرا.
(٥) ت : وجوههم في صدورهم.
(٦) ت : فرجان فرج ، وفرج امرأة.