الموضع الذي تريده من بلاد الصين.
وأول مرسا تنزله خانقوا وماؤها عذب من أنهار عذبة وفي كلها أمن ومصالح وشجر وعمارة وزرع ، وفي تلك الميناء (١) أودية كلها تدور [بين] جزيرتين في اليوم والليلة ، وفي هذا المرسا اسواق وتجار وخروج ودخول ، وتجارات تحط ، ومراكب تذهب وتجئ.
وجزيرة خلنجان فيما بين سرنديب وفلنتن ببلاد الهند فيها قوم سود عراة إذا وقع إليهم إنسان عربي (٢) من غير بلادهم ، علقوه من كسائه وقطعوه قطعا ، وليس لهم ملك.
وغذاؤهم السمك والموز والنار جيل وقصب السكر ، وبها آجام تنبت الخيزران ، وهم عراة لا يستترون بشئ ، وبقرب الصين موضع من البحر يقال له منجي وهو أخبث البحار وأكثرها رياحا وموجا ومضايقا وجبالا ، تتطاير منه إلى المراكب صبيان مثل صبيان الزنج ، طول أحدهم نحو خمسة أشبار يخرجون من الماء ويتواثبون إلى المراكب ويدورون فيها ، ولا يؤذون أحدا ثم يعودون إلى البحر ، فإذا كان ذلك منهم وظهروا كان ذلك علامة لاخبث الرياح عندهم ، فيستعدون ويأخذون أهبتهم ، ويخففون المراكب ، ويلقون بعض ما فيها ويقطعون من الذقل ذراعا أو ذراعين إن خافوا كسرها.
ويقولون أيضا إنهم إذا رأوا على دور المكان سمكة يقال لها البليقة يكون منها ما طوله مائة ذراع في عرض عشرين ذراعا وينبت على ظهرها الحجارة ، وربما تعرضت للمراكب فكسرتها.
وزعموا أنها ربما قربت من الساحل وهي لا تعلم ، فتندفع بقوتها تتبع لبعض
__________________
(١) في ب : الماء ودية ولعل الصواب ما ذكرناه.
(٢) كذا في ب ، ت ولعل الصواب غريب والرسم لا يأباه.