كيف يقتله فتصور له إبليس لعنه الله في صوره إنسان ، وأخذ طائرا ففشخ رأسه بحجر فقتله ، وحمله معه حتى غاب عن عينه فاغتفل قابيل هابيل حتى نام عند غنمه ، وهي ترعى فحمل حجرا فطرحه على رأسه فقتله فأصبح من النادمين ، وطال تحسر آدم عليه السلام على ابنه هابيل وعلى الجنة فأنزل الله تعالى له خيمة من خيام الجنة من ياقوتة حمراء وضعت مكان الكعبة.
ولمائتين وثلاثين سنة من مهبط آدم ولد له شيث وهو هبة الله وتوأمته ، فتقول أصحاب التواريخ : إنه ولد له مائة وعشرون بطنا ، وأمر آدم عليه السلام بكتب الصحف ، وعلم اللغات كلها ، وعلم الاسماء التي قهر بها الجان والشياطين وعلم حساب الازمنة وسير الكواكب.
وسأل ربه أن يريه الدنيا وما يكون فيها من خير وشر ، فمثلت له برا وبحرا فنظر إليها والى ملوكها وسكانها من ولده ، وصور الانبياء وما يكون في العالم ويدور فيه من خير وشر إلى انقضائه.
ولما كثر ولده وولد ولده بعثه الله إليهم وأمره أن يأمرهم بما أمره الله به وينهاهم عما نهاه عنه ، ويقال إنه أرسل وهو ابن تسعمائة سنة وسبعين سنة.
ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يتوفاه أمره ان يسند وصيته إلى ابنه شيث ويعلمه جميع العلوم التي علم بها ففعل ، وكان سبب وفاته عليه السلام أنه انصرف من الفلاحة موعوكا (١) فحم ومرض إحدى وعشرين يوما والملائكة تختلف إليه.
ويقال إنه اشتهى قطفا من عنب الجنة فوجه بعض ولده يسأل له ذلك ممن لقيه من الملائكة ، فلقيه جبريل عليه السلام فعزاه في ابيه وقال ارجع فان اباك قد مات. وكان سنه يومئذ تسعمائة وثلاثين سنة ، وقالوا تسعمائة
__________________
(١) في ب : مدعوكا وهو خطأ.