الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا سهيل بن إسحاق ، قال : قال أبو نعيم : وسمعت سفيان يقول : إذا جاءك عن علي عليهالسلام شيء اثبت لك فخذ به ، ما بنى لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولقد كان يجاء بحبويه (١) في جراب من المدينة (٢).
١٣٠ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو ، حدثنا موسى بن يوسف ، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة ، حدثنا عبد الرحمان بن مغرا (٣) حدثنا أبو سعيد البقال ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة (٤) قال : دخلت على علي عليهالسلام القصر (٥) فوجدته جالسا وبين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته ، وفي يديه رغيف ، أرى قشار الشعير في وجهه ، وهو يكسر بيده أحياناً ، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه ، فقال : اذن فاصب من طعامنا هذا ، قلت : اني صائم ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من منعه الصيام من طعام يشتهيه ، كان حقاً على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها ، قال فقلت لجاريته وهي قائمة بقرب منه : ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ ، ألا تنخلون له طعاماً مما أرى فيه من النخالة ، فقالت : لقد تقدم الينا ان لا ننخل له طعاماً ، قال ما قلت لها فاخبرته قال : بأبي وامي من لم ينخل له
__________________
(١) الحبوة : العطية.
(٢) اسد الغابة ٤ / ٢٤ ـ الكامل في التاريخ ٣ / ١٦٠ ـ وروى نظيره أحمد في فضائل الصحابة ١ / ٥٣٦.
(٣) هو ابو زهير عبد الرحمان بن مغرا الكوفي انظر الجرح والتعديل لابن ابي حاتم وميزان الاعتدال.
(٤) يظهر من نفس الرواية انه كان من خصيصي أمير المؤمنين والمقربين عنده بحيث كان يدخل عليه ويعاتب جاريته.
(٥) وفي بعض الكتب « الكوفة » بدل « القصر ».