حيّز الوجود على يد الزميل الدكتور إميل بديع يعقوب ، فاستعنت بالله وحثثت السّير في تقرير خطة تفي بالمراد ، وخصّصت الوقت الطويل لمطالعة أمهات كتب اللغة واستطلاع آراء من لهم القول الصائب ، مما قادني إلى اختيار المواد وترتيبها على نسق سهل ، متوخّية في ذلك الغاية المقصودة من الوصول إلى القاعدة بأسهل الطرق ، مبتعدة بذلك عن التطويل ، مدقّقة في إيراد المعاني ، وتحرير العبارة ، والأخذ بما يسهل فهمه من شرح وتفسير ومعان ، ساعية إلى إتقان التأليف بغية إرضاء الخاصة والعامة. وليس هذا العمل بالسهل اليسير ، لأن دراسة القواعد التقليديّة قد نضجت وليست بحاجة إلى مزيد. لكن فلسفة النحو وما وراء النحو ما زالا بحاجة إلى الخوض في الغمار لتذليل الصعاب ، وللوصول بأقصر الأوقات إلى ما يبتغيه الدارس من مسألة عالقة.
وبالطبع فقد سبقني إلى مثل هذا البحث كثيرون ، ولعلني أضيف شيئا لما وضعوه ، ويكون لي شرف المساهمة في خدمة أبنائي الطلاب وإخواني الزملاء وأساتذتي الأكارم ، وأقدم لهم ما يشعرني بالراحة الكبرى معجما يضم قواعد النحو وكلمات وتعابير خفي إعرابها على الدارسين وصعب الوصول إليها في كتب اللغة. وأهم ما يمتاز به هذا المعجم أنه وضع على الحروف الأبجدية ، فإنك إذا أردت البحث عن قاعدة ما ، كقاعدة التمييز مثلا ، تجدها في حرف التاء وبعده الميم. وأول ما يطالعك في المادة التعريف اللغويّ ثم التعريف الاصطلاحيّ والأمثلة المتعدّدة التي تفي بشرح القاعدة ثم المصطلحات التي يتميز بها ، فضلا عن الإعراب المجمل أو المفصل لما ورد فيها من تطبيقات. وإذا رغبت في البحث عن كلمة ما مثل «أمسى» فإنك تجدها في الهمزة وبعدها الميم. فتقرأ كل ما يتعلق بها من إعراب وأمثلة خاصّة بها ثم يرجعك الشرح إلى عائلتها من النواسخ أي في مادة «كان وأخواتها» وما تختص به عن سائر أخواتها وما تشترك به.
أما إذا أردت البحث عن حرف ما فإنك تجده في بابه مع معانيه واستعمالاته ووروده.
فإذا كان مرادك البحث عن الهمزة مثلا فإنّك تقرأ ورودها في مفاتيح السور القرآنية وكيفية لفظها فيها ومعانيها ثم تجد ترتيبها بالنسبة للنهج الألفبائي أو الأبجدي ، كما يتبين لك كتابتها واختلاف النحويّين حولها وخصوصا إذا اجتمعت همزتان ، ثم تقرأ تحقيقها وتخفيفها وتحويلها ، ثم تتوارد عليك أسماؤها ، ثم حذفها ، ثم حركتها فضلا عن إدخالها في غير المهموز ، إلى ما هنالك من عناوين أخرى ... ورغم أنني عالجت أمهات الكتب الأدبيّة واللغويّة والمعجميّة أبحث عن مواد هذا المعجم إلا أنني لم أشر إليها في أماكنها عملا بنهج الأسلوب المعجمي ، فاكتفيت بإدراجها في فهرس المصادر والمراجع ، لكني عمدت إلى