قائمة الکتاب
إعدادات
نهج البلاغة
نهج البلاغة
المؤلف :أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]
الموضوع :الحديث وعلومه
الناشر :دار الكتاب اللبناني
الصفحات :853
تحمیل
ترقى إليه الريبة ، وذلك في الوقت نفسه لا ينفي أن الأستاذ الإمام لم ير أي شرح من شروح «النهج» يوم طبع الكتاب أول مرة في المطبعة الأديبة في بيروت. ولو أن محيي الدين الخياط رأي تلك الطبعة البيروتية الأولى لما لاحظ من التشابه بين الشرحين إلا ما وقع مصادقة واتفاقا ، فمن المؤكد إذا أن الخياط إنما اطلع على الطبعة المصرية التي اشتملت على زيادات مقتطفة من شرح ابن أبي الحديد ، وكان قد تيسر حينذاك للإمام محمد عبده أن يرى هذا الشرح بعد عودته إلى مصر. وليت الإمام في مقدمته للطبعة المصرية أشار إلى هذا ، ولو فعل لأزال من صدور الباحثين كل ريبة ، ولكنه رحمهالله بصمته التام في هذا الصدد تركنا نتساءل ونحاول التوضيح والتعليل.
على أني واثق بأن الشيخ عبده لم يقرأ شرح ابن أبي الحديد من أوله إلى آخره قراءة دقيقة واعية ، وإنما رجع منه إلى ما لم يكن مطمئنا إلى تفسيره في الطبعة البيروتية اطمئنانا كاملا ، وبهذا نعلل مغايرة شرح لشرح ابن أبي الحديد في طائفة من الكلمات. ولقد يستطرد ابن أبي الحديد لدى تفسير كلمة أو عبارة ، فيستغرق باستطراده صفحات يؤيد بها وجهة نظره بالشواهد والنصوص ، وإذا هي عند محمد عبده تناقض ما يقول من غير إنما إلى مواطن الاختلاف ، مع أن الأستاذ الإمام يعني نفسه في مواضع أخر يذكر عدد من الوجوه ، ويحاول ـ ولو بإيجاز شديد ـ أن يقارن بين صور الاختلاف في قراءة اللفظ أو تبيان المدلول.وذلك يعني في نظرنا أن محمد عبده اطلع على الشرح اطلاعا غير كاف ، وربما قرأ بعضه بإمعان حيثما آنس الحاجة ، فأما سائر الشرح فقد تصفحه تصفحا ، بل لا أستبعد أن يكون مر ببعضه مرورا عابرا غير مجشّمٍ نفسه حتى عناء تصفحه.
ومن الغريب أن علامة كالشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد لما طبع «نهج البلاغة» في مطبعة الاستقامة ، ومعه شرح الأستاذ الإمام ، لم يجرؤ على تصحيح شيء من تصحيفاته وبعض ما وقع فيه من الأوهام ، رغم ما ذكره في مقدمته من زيادته أشياء ذات بال ، فبدا لنا هذا اللغوي المعروف معولا كل التعويل على شرح الإمام ، غير مكلف نفسه أن يستوثق من أفصح القراءات ، وأفضل التأويلات. وعلى ذلك مضى الأستاذ عبد العزيز سيد الأهل في طبعة دار الأندلس بيروت ، حتى لكأنه صور شرح الأستاذ الإمام تصويرا.
واقتصارنا في فهرس الألفاظ المشروحة على الحد الضروري من الإيضاح لم يأذن لنا بالتعقيب