أعد لاهلها من الاجر والثواب ديناً وعقباً ما لا يعد ولا يحصى (١) سيما بعد أن بلغ الى حد جرت عليه سيرة المتشرعة من الخواص فضلا عن العوان من قديم الزمان بل هو المعهود منهم كذلك في جميع الاعصار حتى عابهم المخالفون بذلك ونحوه زعماً منهم أنه من مبدعات الشيعة (٢) وربما يزيد ذلك رؤيا بعض الصلحاء أربعة من الخمسة الطيبة الطاهرة لابسين السواد في أيام مصيبته ومأتمه عليهالسلام فسأل عنهم
__________________
* وقال : مولانا الرضا عليهالسلام ان يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بارض كرب وبلا واورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ثم قال (ع) كان ابي اذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فاذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه الحديث : فقوله اقرح جفوننا : هو مما يدل على استمرار بكائهم طول حياتهم جميعاً على العموم كما يقتضيه التعبير بلفظ الجمع ومعلوم أن القرح في العين لا يحصل الا بعد شدة البكاء والجهد فيه في مدة طويلة.
ومعنى اسبل الدمع هو اذا هطل وهذا يدل على جواز البكاء على سيد الشهداء (ع) وان استلزم منه قرح العين وجرحه كما واليه ذهب جماعة منهم العلامة الفقيه الشيخ على البحراني قده في رسالته الموضوعة لاقامة الماتم على الحسين (ع) المسماة بقامعة أهل الباطل المطبوعة في بمبئي سنة ١٣٠٦ ص ٢٠ وص ٢٧ فراجع ولاحظ.
(١) راجع كامل الزيارات وثواب الاعمال واحسن الجزاء في اقامة العزاء على سيد الشهداء (ع).
(٢) الشيعة ليس لها حكم تجاه حكم الله ورسوله والائمة نعم غيرهم يحكمون بما تشتهي انفسهم فهم اهل البدع والمذاهب الباطلة.