أوجه الشبه بين البدل وعطف البيان : يشبه عطف البيان البدل من عدة وجوه منها : ناحية المعنى ، وناحية الإعراب ، والجمود ، والقطع ، ... أي : إن المشابهة كاملة ولكنهما في بعض الأحيان يفترقان ؛ فيمتنع البدل ويتحتّم عطف البيان من ذلك :
١ ـ إذا كان التّابع مفردا معرفة منصوبا والمتبوع منادى مبنيّا على الضمّ ، مثل : يا رجل سميرا ، فيجب أن يكون التابع «سميرا» عطف بيان لا بدل ، لأن البدل يكون على نيّة تكرار العامل.
فالعامل قبل المتبوع هو حرف نداء «يا» إذا اتّجه إلى التابع «سميرا» أوقع في الخطأ لأن «سميرا» اسم علم معرفة يجب اعتباره مبنيا على الضم وفقا لأحكام المنادى فتقول : يا سمير. لذلك فهو عطف بيان لا بدل.
٢ ـ إذا كان التابع غير مقترن بـ «أل» والمتبوع مقترن بـ «أل» مع كونه مضافا إليه ، والمضاف اسم مشتق وإضافته غير محضة ، مثل : «نحن المحبو الذكيّة هند». فكلمة «هند» هي التابع.
والمتبوع «الذّكيّة» مضاف إليه والمضاف اسم مشتق «المحبو» فوجب أن نعرب «هند» عطف بيان لا بدلا لأن البدل تجب فيه مراعاة تكرار العامل. فلو تكرر العامل «المحبو» مع «هند» لفسد التركيب ، إذ أن المضاف المشتق مقرون بـ «أل» فوجب أن يكون المضاف إليه مقرونا بها وفقا لأحكام الإضافة اللفظية ، لذلك فهي عطف بيان.
٣ ـ ويختلف عطف البيان والبدل في أمر مهم هو أن لعطف البيان غرضا مهما هو إيضاح الذّات نفسها أو تخصيصها ، أما بدل الكل فهو الدلالة على المتبوع بلفظ آخر يساويه في المعنى ، ويجوز أن يختلفا في المفهوم ما دامت حقيقة الذّات هي المقصودة ، والبدل لا شأن له بالإيضاح والتخصيص فإذا ما اقتضى الأمر في الكلام في حقيقة الذّات تخصيصها ، أو توضيحها ، فالتابع هو عطف بيان ، مثل :
إذا سيّد منّا مضى لسبيله |
|
أقام عمود الدّين آخر سيّد |
ففيه كلمة «سيّد» الثانية ، عطف بيان لا بدل ، لأنها تطابق حقيقة الذّات «آخر» بالتنكير والتّذكير والإعراب والتخصيص بالمدح. أما مثل : «يا إبراهيم هذا» ، فيصبح القول «يا هذا» أي تكرار العامل. ولكن الواجب أن يتبع اسم الإشارة المنادى باسم مقرون بـ «أل» مثل : «يا هذا الرجل». لذلك تعرب «هذا» عطف بيان ، ومثل ذلك : «يا إبراهيم الحسن» ، إذ يصح تكرار العامل مع التابع «الحسن» باعتباره اسم علم مبني على الضم ولكن دخول حرف النداء على الكلمة المقرونة ب أل ممنوع «الحسن» إذا هو عطف بيان لا بدل ، وكقول الشاعر :
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا |
|
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا |
فتعرب «عبد شمس» عطف بيان وكذلك «نوفلا» لأن تكرار حرف النداء مع «نوفلا» يؤدي إلى فساد في التّركيب إذ الاسم المفرد العلم يبنى ، إذا نودي ، على الضمّ.
تسميات أخرى : البيان ، الصّفة ، النعت (تسمية سيبويه).
عطف التّفسير
اصطلاحا : أن يؤتى بمعطوف مرادف للمعطوف عليه ، ليفسّره ويبيّن معناه ، مثل : «هو