بحر هائج ، أفكار مضطربة ، وهموم متراكمة».
العطف على التّوهّم
هو عطف المعطوف على المعطوف عليه ، على توهّم وجود لفظ يبرّر الإتباع بين المتعاطفين على وجه إعرابيّ معيّن غير الإتباع اللفظيّ ، مثل :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
والتقدير : لا يكون منك نهي عن أمر وتقوم أنت بمثله.
وله أسماء أخرى : الإعراب على التوهّم ، الإعراب على المحلّ ، العطف بالغلط.
مواقعه :
١ ـ في الجر على التوهم أي : جر الاسم المعطوف على اسم يتوهم أنه مجرور بالحرف ، كقول الشاعر :
أحقا عباد الله أن لست صاعدا |
|
ولا هابطا إلّا عليّ رقيب |
ولا سالك وحدي ولا في جماعة |
|
من الناس إلا قيل أنت مريب |
حيث عطفت «سالك» على توهم الجر في خبر «ليس» صاعدا وهابطا والتقدير : لست بصاعد ولا هابط ولا سالك.
٢ ـ بعد فاء السببيّة كقوله تعالى : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)(١) ومثل : «ما أنت بمتوان فنعاقبك».
والتقدير لا يكون منك توان يترتّب عليه أن نعاقبك ..
٣ ـ في الاستثناء بـ «غير» على توهم أن الاسم بعدها واقع بعد إلّا ، مثل : «ما نجح غير المجتهد والمكافح». على تقدير : ما نجح إلا المجتهد والمكافح.
عطف النّسق
تعريفه : هو تابع يفصل بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف. فالتّابع يسمّى المعطوف ، والمتبوع هو المعطوف عليه. وإذا تعدّد المعطوف يبقى المعطوف عليه واحدا ، والمعطوفات كلها ترجع إلى المعطوف عليه ، مسبوقة بحرف عطف لا يفيد التّرتيب ، كقول الشاعر :
الخيل واللّيل والبيداء تعرفني |
|
والسّيف والرّمح والقرطاس والقلم |
ولا يجوز أن يتعدّد العاطف لمعطوف واحد ، وقد تكون المعطوفات كلها جملة ، كقوله تعالى : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)(٢) فجملة (يَسِّرْ لِي أَمْرِي) معطوفة على جملة (اشْرَحْ لِي صَدْرِي) ومثلها جملة «وَاحْلُلْ عُقْدَةً ...».
ملاحظة : قد لا ترجع المعطوفات كلّها إلى معطوف عليه واحد ، وذلك بعد حرف العطف «الفاء» و «ثم» اللذين يفيدان التّرتيب والتّعقيب ، فيكون المعطوف عليه هو الاسم الذي قبل العاطف مباشرة ، مثل : «أقبل زيد وسمير وسالم فخليل ثمّ سليم». «فسمير» و «سالم» معطوفان على «زيد» أما «خليل» معطوف على «سالم» و «سليم» معطوف على «خليل» ، وكقوله تعالى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً)(٣) فجملة «ففسقوا» معطوفة على «أمرنا» وجملة «فحقّ عليها القول» معطوفة على «ففسقوا» وجملة
__________________
(١) من الآية ٨١ من سورة طه.
(٢) من الآية ٢٥ من سورة طه.
(٣) من الآية ١٦ من سورة الإسراء.