وحذفت منه «نون» علامة الرفع فقط وبقيت «الواو» لأنها متحركة
٢ ـ ويبنى على الفتح أيضا العدد المركب تركيبا مزجيّا فالعدد من أحد عشر إلى تسعة عشر مبنيّ على فتح الجزءين إلّا «اثني عشر» فإنه يعرب إعراب المثنّى ، مثل : «جاء أحد عشر رجلا» ، و «شاهدت ثلاثة عشر رجلا» و «سلّمت على ثلاثة عشر رجلا». أما «اثني عشر» فإن صدره يضاف إلى عجزه ، ويعرب إعراب المثنى ، أي : يرفع بالألف مثل : «جاء اثنا عشر رجلا» وينصب ويجرّ «بالياء» مثل : «رأيت اثني عشر رجلا» و «سلمت على اثني عشر رجلا» ومثل قوله تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)(١) «تسعة عشر» مبتدأ مبني على فتح الجزأين في محل رفع ..
٣ ـ الظّرف المركب تركيبا مزجيا فإنه يبنى على الفتح سواء أكان ظرف مكان أو زمان ، مثل : «أزور أمي صباح مساء» ، أي : صباحا ومساء. ومثل : «تقع الطيور بين بين» وكقول الشاعر :
آت الرزق يوم يوم ، فأجمل |
|
طلبا وابغ للقيامة زادا |
فالظّرف الزماني «يوم يوم» مبنيّ على فتح الجزءين. وكقول الشاعر :
يا ذا المخوّفنا بقتل أبيه إذلالا وحينا |
|
نحمي حقيقتنا وبعض القوم يسقط بين بينا |
والأصل : بين هؤلاء وهؤلاء فحذفت «هؤلاء» وركّب الظّرفان تركيب «خمسة عشر» وكذلك يبنى على الفتح الأحوال المركبة تركيبا مزجيا ، مثل : «هو جاري بيت بيت» أي : متلاصقين ، وكقول الشاعر :
يساقط عنه روقه ضارياتها |
|
سقاط شرار القين أخول أخولا |
«أخول أخولا» حال مبنيّ على الفتح لأنه مركب تركيبا مزجيا ، والمعنى شيئا فشيئا.
أما إذا خرج شيء من هذه الظروف المركّبة والأحوال المركّبة عن الظّرفية والحاليّة ، وجبت الإضافة ، وامتنع التّركيب والبناء على الفتح ، مثل : «هذه همزة بين بين». «همزة» مضاف «بين» الأولى : مضاف إليه. و «بين» الأولى مضاف و «بين» الثانية المنوّنة : مضاف إليه. وقد يقع التّركيب في غير الأحوال المركّبة والظروف المركّبة شذوذا ، مثل : «وقع القوم في حيص بيص» أي : في شدّة وضيق وعسر. وتعرب «حيص بيص» اسم مجرور بحرف الجر «في» مبنيّ على فتح الجزأين. وفي «حيص بيص» عدة لغات : منها «حيص بيص» بالبناء على الكسر ، و «حيص بيص» و «حيص بيص». وكقول الشاعر :
قد كنت خرّاجا ولوجا صيرفا |
|
لم تلتحصني حيص بيص لحاص |
يبنى على الفتح أيضا الظّرف المبهم المضاف إلى جملة. وهذا الظرف المبهم أي : الذي لا يدل على وقت معيّن ، يجوز فيه الإعراب والبناء فإن أضيف إلى جملة مبنيّة فيكتسب منها البناء ، كقول الشاعر :
على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
|
وقلت : ألمّا أصح والشّيب وازع |
أضيف الظرف المبهم «حين» إلى جملة ماضوية أي مبنيّة فبنى على الفتح ويجوز إعرابه ،
__________________
(١) من الآية ٣٠ من سورة المدّثر.