وروي : «على حين» أي : بإعراب الظّرف «حين» وهو مجرور بالكسرة. وإن أضيف إلى جملة معربة يكون معربا وقد يبنى ، كقول الشاعر :
تذكّر ما تذكّر من سليمى |
|
على حين التواصل غير دان |
فالظرف «حين» الأصل فيه أن يكون معربا فيروى بالخفض «حين» لأنه أضيف إلى جملة اسمية. وقد يكون مبنيا فيروى بالبناء «حين» على الفتح. ويبنى على الفتح أيضا الاسم المبهم المضاف إلى مبني. فالاسم المبهم أي : الذي لا يتّضح معناه إلا بالمضاف إليه ، مثل : يوم ، مثل ، دون. إذا أضيف إلى مبني يكتسب منه البناء ، كقوله تعالى : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ)(١) فالظّرف «يوم» : مضاف إلى «إذ» المبنيّة ، فهو إمّا مبنيّ على الفتح أو يكسر ويكون معربا ويروى : «يومئذ». وكقوله تعالى : (وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) «دون» الاسم المبهم هو مبتدأ مؤخّر مبني على الفتح لأنه أضيف إلى «ذلك» اسم إشارة مبني على السكون في محل جرّ بالإضافة. ويجوز أن يروى بإعراب «دون» ورفعها فتلفظ «دون» على أنها مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظّاهرة على آخره ، وكقول الشاعر :
ألم تريا أنّي حميت حقيقتي |
|
وباشرت حدّ الموت والموت دونها |
فالاسم «دون» هو خبر المبتدأ فيروى بالرفع على أنّه معرب أي : «دونها» أو بالبناء على الفتح أي : «دونها» لأنه مضاف إلى الضمير «الهاء» المبني.
الملحق بالمبنيّ على الفتح :
١ ـ ويلحق بالمبنيّ على الفتح اسم «لا» النافية للجنس المفرد أي : غير المضاف وغير المشبّه بالمضاف ، مثل : «لا رجل في الدار». «ولا رجال في الحديقة». أما إذا كان اسم «لا» النافية للجنس مثنّى ، مثل : «لا رجلين في الحديقة» أو جمعا ، مثل : «لا قائمين على الحسنات» فإنه يبنى على ما كان ينصب به قبل دخول «لا» أي : على «الياء». كقول الشاعر :
تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا |
|
ولكن لورّاد المنون تتابع |
حيث بني اسم «لا» النافية للجنس «إلفين» على الياء لأنه مثنى وكقول الشاعر :
يحشر الناس لا بنين ولا آ |
|
باء إلّا وقد عنتهم شؤون |
حيث بني اسم «لا» النافية للجنس «بنين» على «الياء» لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم وبني اسمها «آباء» على الفتح لأنه جمع تكسير. أمّا إذا كان اسم «لا» النافية للجنس جمع مؤنّث سالما فإنه أيضا يبنى على ما كان ينصب به قبل دخول «لا» عليه أي : على الكسرة بدلا من الفتحة ، كقول الشاعر :
إن الشباب الذي مجد عواقبه |
|
فيه نلذّ ولا لذّات للشّيب |
حيث بني اسم «لا» النافية للجنس «لذات» على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم.
٢ ـ ممّا يلحق بالبناء على الفتح أيضا ، نعت اسم «لا» المبني. والحقيقة أنه يجوز في هذا النعت البناء على الفتح فيكون مع اسم «لا» المفرد مركبا تركيبا مزجيا أي : ببنائهما على الفتح ، مثل : «لا رجل ظريف في الدّار». كما
__________________
(١) من الآية ٦٦ من سورة هود.