يجوز فيه النّصب على محل اسم «لا» ، مثل : «لا رجل ظريفا في الدار». كما يجوز فيه الرّفع على محل «لا» مع اسمها وهو الرّفع على الابتداء ، مثل : لا رجل ظريف في الدار.
٣ ـ ويلحق بالبناء على الفتح أيضا اسم «لا» المكررة ، مثل : لا حول ولا قوة إلا بالله والحقيقة أنه يجوز بناء الأول «حول» ، ورفع الثاني «قوّة» على أنه مبتدأ ، إذا أهملت «لا» أو يكون اسم «لا» المشبهة «بليس» كقول الشاعر :
لا نسب اليوم ولا خلّة |
|
اتّسع الخرق على الرّاقع |
«نسب» : اسم «لا» الأولى مبنيّ على الفتح.
«خلة» : عطف بالنصب على محل اسم «لا» الأولى «نسب». ويجوز أن يرفع الاسم الأول ويبنى الثاني ، كقول الشاعر :
فلا لغو ولا تأثيم فيها |
|
وما فاهوا به أبدا مقيم |
ويجوز فيهما الرّفع ، كقوله تعالى : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) حيث يعربان إذا اهملت «لا» : مبتدأ مرفوع أو اسم «لا» المشبهة بـ «ليس».
ثالثا المبني على الكسر : ويبنى على الكسر.
١ ـ العلم المختوم بـ «ويه» ، مثل : «سييبويه» ، «وعمرويه» ، «ونفطويه» ، «وراهويه». وبعضهم بعرب هذا العلم فيمنعه من الصرف. واسم الفعل على وزن «فعال» ، مثل : «نزال» بمعنى : انزل و «دراك» بمعنى : أدرك ، و «تراك» بمعنى : اترك ، و «حذار» بمعنى : احذر ، ومثل :
هي الدّنيا تقول بملء فيها |
|
حذار حذار من بطشي وفتكي |
وكقول الشاعر :
نظار كي أركبها نظار
وكقول الشاعر :
تراكها من إبل تراكها
وتعرب : «نظار» ، و «حذار» ، و «تراك» : اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وكقول الشاعر :
نعاء أبا ليلى لكلّ طمرّة |
|
وجرداء مثل القوس سمح حجولها |
وكقول الشاعر :
مناعها من أبل مناعها |
|
أما ترى الموت لدى أرباعها |
وبعض القبائل تفتح اسم الفعل على وزن «فعال» لمناسبة الألف والفتحة قبلها.
٢ ـ ومنه ما كان على وزن «فعال» لسب الأنثى ولا يكون إلا في النداء ، مثل : «يا خباث» بمعنى : يا خبيثة ، «يا لكاع» بمعنى يا لئيمة ، «يا دفار» بمعنى : يا منتنة ، ومثل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبعض الجواري : «أتتشبّهين بالحرائر يا لكاع» وهذه الصيغة مما تلازم النداء. وأمّا قول الشاعر :
أطوّف ما أطوّف ، ثمّ آوي |
|
إلى بيت قعيدته لكاع |
ففيه «لكاع» : خبر المبتدأ «قعيدته» مبني على الكسر. ومنهم من يعتبر «لكاع» منادى مبني على الكسر في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. وحرف النداء محذوف أيضا ،