به واستنصره ولكنه تجاهله وكان الامر لا يعنيه وجاء بعد ذلك يطالب بدمه متخذا من قميص لوثه بدماء حيوان وسيلة لتضليل أهل الشام واستجداء عطفهم ونجدتهم للمطالبة بدمه واغراهم بولايته الشرعية التي تخوله وحده ان يثأر للخليفة المقتول ظلما وعدوانا على حد زعمه وزعم الذين قادوا الثورة للبصرة في حين انهم كانوا يزودون الثائرين على عثمان بكل ما يضمن لهم النجاح والقضاء عليه.
وتم له الاستيلاء على الحكم بالخداع والمكر واراقة الدماء وتبذير الاموال لشراء الخونة من اهل العراق وغيرهم ، وظل نحوا من عشرين عاما يحكم باسم الدين ويداه تقطران من دماء الابرياء والصلحاء ومضى إلى ربه وهو يحث الجماهير ويشتري الضمائر بالاموال لينتقموا له من علي والطيبين من ذرية الرسول (ص) بدلا من الاستغفار والندم والتوبة وان كانت لا تجديه شيئا.
ومن تتبع تاريخه واحصى تصرفاته لا يرتاب في انه كان يعمل بكل ما لديه من قوة للقضاء على الاسلام والرجوع إلى الجاهلية الاولى بكل مظاهرها واشكالها.
وهو مع كل ذلك من عدول المسلمين ومجتهديهم المعذورين فيما صدر منهم ، والمأجورين على جميع جرائمهم حتى في اغراء جعدة بنت الاشعث على قتل الحسن ، ريحانة الرسول (ص) ، وقتله الصحابي الجليل حجر بن عدي واصحابه البررة والحاقه زيادا بابيه وغير ذلك من جرائمه التي لا تحصى.
وقد مضى الامويون طيلة حكمهم في محاربة الاسلام باحياء مظاهر الجاهلية بجميع اشكالها وحاول عبد الملك وولده هشام بن عبد الملك