ومهما كان الحال فالكتابان قد تعرضا للنقد والهجوم وبخاصة فيما يتعلق برجالهما. لا سيما بين المتأخرين من اعلام الفريقين وان كانت الهجمات التي تعرض لها البخاري وصحيحه من بعض اعلام السنة قد تطوع لردها العشرات من العلماء والمحدثين لان من روى عنه فقد جاز القنطرة وصحيحه اصح كتاب بعد كتاب الله كما يؤكد ذلك اكثرهم. ونقدم اولا بعض النماذج من المعتمدين عند البخاري قال ابن الصلاح : لقد احتج البخاري بجماعة سبق من غيره الطعن بهم كعكرمة مولى ابن عباس ، واسماعيل بن اويس ، وعاصم بن علي وعمر بن مرزوق وغيرهم وغيرهم.
وقال العراقي في شرح الفيته في مقام الرد على من قال ان من شرط البخاري انه لا يخرج الا عن الثقة حتى ينتهي إلى الصحابي : قال : هذا القول ليس بجيد ، لان النسائي ضعف جماعة اخرج لهم الشيخان ، وقال البدر العيني : في الصحيح جماعة جرحهم بعض المتقدمين. وجاء في العلم الشامخ : في رجال الصحيحين من صرح كثير من الائمة بجرحهم وتكلم فيهم من تكلم بالكلام الشديد.
وقال الشيخ احمد شاكر في شرحه لالفية السيوطي : وقد وقع في الصحيحين كثير من رواية بعض المدلسين ، والتدليس في الرواية من الاسباب الموجبة لضعف الراوي ، وعدم وثاقته ، لان التدليس في واقعه يرجع إلى الكذب والاغراء.
وقال شعبة بن الجاج امام الجرح والتعديل على حد تعبير بعض المؤلفين في احوال الرواة : لان ازني احب الي من ان ادلس ، واضاف إلى ذلك ، ان التدليس اضر من الكذب.
ونص جماعة من الفقهاء والمحدثين منهم الشافعي على عدم قبول