بالمبتدعة ، ومن بين هؤلاء نحوا من خصسمة عشر راويا طعن فيهم المحدثون بتهمة التشيع ، وسنعرض قي هذا الفصل جماعة ممن تعرضوا للنقد واتهموا بالانحراف من رجال البخاري. فمن هؤلاء عكرمة مولى عبد الله ابن العباس ، وقد تعرض لاعنف الهجمات واسوأ الاتهامات من المتقدمين على البخاري والمتأخرين عنه ومرد الطعون الموجهة إليه إلى الامور التالية الاول انه كان يكذب في الحديث وينسب لعبدالله بن العباس وجاء عن ابن سيرين وسعيد بن المسيب ، وعطاء ويحيي بن سعيد الانصاري ، ومالك ابن انس ، والقاسم بن محمد وغيرهم انه كان من الكذابين المعروفين وحبسه علي بن عبد الله في بيت الخلاء لانه اسرف في الكذب على ابيه ، وقال سعيد بن المسيب لغلامه : لا تكذب علي كما كذب عكرمة على عبد الله ، إلى غير ذلك من النصوص التي تصفه بالكذب والوضع.
الثاني من الطعون الموجهة إليه انه كان يعتنق فكرة الخوارج. ويدعو إليها في افريقيا وغيرها وانتشرت في تلك البلاد بسببه ، فقد روى الحاكم في تاريخ نيسابور قال : كنت قاعدا عند عكرمة ، فاقبل مقاتل ابن حيان واخوه ، فقال له مقاتل : يا ابا عبد الله ما تقول في نبيذ الجر فقال عكرمة : هو حرام ، قال ما تقول فيمن شربه : قال اقول انه كافر.
وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء : وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الاباضية يعرفون بالصفرية يزعمون انهم اخذوا عن عكرمة. وقال ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ٢٢٧ : كان عكرمة عبدا لعبد الله بن العباس فباعه علي بن عبد الله لخالد بن يزيد بن معاوية باربعة آلاف دينارا ، ثم رجع عكرمة إلى علي وقال له : اتبيع علم ابيك باربعة آلاف دينارا ، فاستقاله فاقاله واعتقه ، واضاف إلى ذلك ان عبد الله ابن الحرث قال : دخلت على علي بن عبد الله وعكرمة موثق على باب كنيف فقلت له : اتفعلون هذا بمولاكم ، قال ان هذا يكذب على ابي : واستطرد