وروى في الكافي في باب صفات الذات عن محمد بن مسلم ان ابا جعفر الباقر (ع) قال في تحديد صفاته : انه واحد احدي المعنى ، ليس بمعان كثيرة مختلفة : قال قلت : جعلت فداك يزعم قوم من اهل العراق انه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع ، فقال : كذبوا والحدوا وشبهوه ، تعالى عن ذلك ، انه سميع بصير يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع ، قال قلت : يزعمون انه بصير على ما يعقلونه (١) فقال (ع) كذبوا انما يعقل ما كان بصفة المخلوق ، وليس الله كذلك.
وروى عن هشام بن الحكم ان الامام الصادق (ع) قال في جواب الزنديق الذي سأله عن الله سبحانه : هو سميع بصير يسمع بغير جارحة ويبصر بغير آلة ، سميع بنفسه ، ويبصر بنفسه ، وليس قولي انه سميع بنفسه انه شئ والنفس شئ آخر ، ولكني اردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وافهاما لك إذ كنت سائلا ، فاقول سميع بكله لا ان كله له بعض ، لان الكل لنا له بعض ، ولكني اردت افهامك ، وليس مرجعي في ذلك كله الا انه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى (٢).
وفي بيان المراد من الآية : «الرحمن على العرش استوى» من كتاب
__________________ـ
(١) أي من الابصار بآلة البصر اما لانه جسم مركب من مجموعة اجزاء ومنها آلة البصر. أو لان صفاته غير ذاته كما يدعى الاشاعرة وملخص الجواب. انهم يثبتون لله تعالى ما يعقلونه من صفاتهم. والله منزه عن مشابهتهم.
(٢) والذي اراده الامام (ع) من ذلك ان الله ليس له نفس وبعض كما هو الحال بالنسبة لمن يسمع ويبصر من مخلوقاته بل جرى في كلامه مع السائل على المألوف في مقام التخاطب بقصد افهام السائل ويعني بذلك انه لا يسمع ويبصر بآلة ترسم الصور في عقله وذهنه. ولو كان كذلك لزم تعدد القديم.