هذا بالاضافة إلى بعض المرويات التي تؤدي معنى البداء المنسوب إلى الشيعة وان لم يرد فيها لفظه صريحا ، فقد جاء في رواية البخاري التي وصف فيها النبي (ص) رحلته إلى السماء ليلة المعراج ، انه مر على موسى (ع) فقال له : بما أمرك ربك؟ فقال : أمرني بخمسين صلاة كل يوم ، فقال له : ان أمتك لا تستطيع ذلك ، واني والله لقد جربت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل اشد المعالجة ، فارجع إلى ربك واسأله التخفيف قال (ص) : فرجعت إليه فوضع منها عشرا ، فاخبرت موسى بذلك فأمرني أن أرجع إليه مرة أخرى ، فرجعت إليه مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة بأمر من موسى وفي كل مرة يخفف منها عشرا حتى استقرت على الخمس صلوات في اليوم الواحد ، وجاء في الرواية ان موسى اشار عليه أن يرجع ويطلب منه ، تخفيفها فامتنع محمد (ص) حياء من ربه (١).
ونحن لا ننسب لاخواننا أهل السنة من خلال هذه المرويات ما لا يتفق مع اصول الاسلام وفروعه ولا نستغل وجودها بين مروياتهم للتشنيع والتشويه لآثارهم ومعتقداتهم ولو كنا نحمل مثل هذه الروح الشريرة لكان ذلك من أيسر الامور علينا ونرغب إليهم ان ينظروا إلى المقامين بعين واحدة وان يرجعوا إلى كتب علماء الشيعة التي تعبر عن رأيهم في مثل هذه المواضيع ، وان لا يستبدوا بتفسير بعض المرويات حسب أهوائهم ونزعاتهم لانا اقدر منهم علي رد الصاع صاعين.
__________________ـ
(١) ص ٣٣٨ وص ٢١١ ج ٢ وتكررت في المجلد الرابع وغيره. والجمود على ظاهر الرواية يلزمه احد أمرين اما تكليف العباد بما لا يطيقون حيث انه كلفهم بما لا يقدرون عليه كما جاء فيها عن لسان موسى واما ان الله سبحانه حينما فرض الصلاة على المسلمين لم يكن يعلم قدرتهم على اداء هذا المقدار ، كما وان محمدا (ص) لم يكن يعلم ذلك حتى جاء موسى وكشف لله ولرسوله عن واقع حالهم تعالى الله عما يرويه أبو هريرة وكعب الاحبار وحشوية العامة علوا كبيرا.