النبي (ص) سل عما بدا لك ، فقال أسألك بربك ورب من قبلك ، الله أرسلك إلى الناس كلهم ، فقال اللهم نعم ، قال انشدك بالله الله أمرك ان نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ، قال اللهم نعم ، قال انشدك بالله الله امرك ان تأخذ هذه الصدقة من اغنيائنا وتقسمها على فقرائنا ، قال اللهم نعم ، قال الرجل : آمنت بما جئت به وانا رسولك لمن ورائي من قومي (١).
وفي باب فضل من علم وعلم ، روى عن ابي بردة عن ابي موسى ان النبي (ص) قال : مثل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلاء والعشب الكثير ، وكانت منها اجادب امسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، واصاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
وفي باب رفع العلم وظهور الجهل روى عن انس بن مالك انه قال : لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم به احد بعدي ، ، سمعت رسول الله (ص) يقول : من اشراط الساعة ان يقل العلم ، ويظهر الجهل والزنا ، وتكثر
__________________ـ
(١) لم يكن الذين آمنوا بمحمد على وتيرة واحدة فمنهم المعاند الذي كان يتحكم ويقترح على النبي المعجزات والخوارق التي يعجز عن ايجادها الانسان كانشقاق القمر وتكليم الثعجر وتسبيح الحصى ونحو ذلك ومعلوم ان هذا النوع من الآيات إذا وجد النبي ضرورة ملحة إليها دعا الله لايجادها ومنهم من آمن به حينما سمع آيات القران التى يعجز البشر عن الاتيان بمثله ومنهم من آمن به لانه يعلم من حاله بأنه لا يعرف الكذب ولا يقول الا الحق كالذي ردد عليه هذه الاسئلة ومنهم من اسلم دجلا أو خوفا وطمعا.