غير هاتين الروايتين بهذا المضمون (١).
وروى في باب تكرير الدعاء عن هشام بن عروة عن عائشة ان رسول الله (ص) طب ، اي سحر حتى ليخيل إليه انه صنع الشئ وما صنعه ، وانه دعا ربه ، ثم قال : اشعرت ان الله قد افتاني فيما استفتيته فيه ، قالت عائشة : فما ذاك يا رسول الله قال : جائني رجلان فجلس احدهما عند رأسي والاخر عند رجلي ، فقال احدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ قال مطبوب ، قال من طبه؟ قال لبيد بن الاعصم ، قال فيما قال : في مشط ومشاطه ، وجف طلعة ، قال فأين هو : قال : في ذروان ، وذروان في بني زريق ، قالت فأتاها رسول الله (ص) ثم رجع إلى عائشة ، فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكان نخلها رؤوس الشياطين ، قالت فأتى رسول الله (ص) واخبرها عن البئر ، فقلت يا رسول الله فهلا اخرجته ، قال اما انا فقد شفاني الله وكرهت ان اثير على الناس شرا وقد روى البخاري حديث سحر النبي في موضع آخر من صحيحة بهذا المضمون (٢).
__________________ـ
(١) ومع ان الروايات في صحيح البخاري وغيره تنص على ان الصلاة عليه لا تتم الا بذكر آله ، حيث ان السائل سأله عن كيفية الصلاة عليه ، وكان جوابه قولوا اللهم صل على محمد وال محمد ، ومع ذلك فاهل السنة يقتصرون عليه وحده ويخالفون النصوص المروية في صحاحهم بدون مدرك بل وحتى البخاري نفسه الراوي لتلك المرويات إذا ذكره يص عليه وحده ويتجاهل آله الذين لا تتم الصلاة عليه بدونهم. انظر ص ١٠٦ و ١٠٧ ج / ٤.
(٢) والمراد من المشط الذى سحر به النبي (ص) على حد زعم الراوي هو العظم العريض الوجود في الكتف ، وقيل غيره وجف الطلعة هو القشر الملاحق للطلع الذي يلقح فيه النخل وقيل غير لذك وبئر ذروان يقع خارج المدينة وقد ارسل النبي (ص) عليا وعمارا فنزلا البئر واستخرجا آلة السحر التي سحر بها. وقيل كما في فتح الباري : ان الذي نزل رجل آخر وقد وجد فيه تمثالا من شمع لرسول الله وفيه ابر مغروزة وإذا وتر فيه احد عشر عقدة فنزل جبريل بالمعوذتين وكلما قرأ آية انحلت عقدة وكلما نزع ابرة وجد لها الما. انظر فتح الباري ج ١٢ ص ٣٤ وما بعدها وانظر في ص ١١٢ ج ٤.