وقد تكرر هذا المضمون بين مرويات البخاري ، فروى عن عطاء عن ابي رجاء العطاردي ان عبد الله بن عباس سمع النبي (ص) يقول : من رأى من اميره شيئا يكرهه فليبصر عليه ، فان من فارق الجماعة شبرا ومات ، مات ميتة جاهلية (١).
وروى في باب هلاك امتي على ايدي اغيلمة ، من عمر بن يحيي عن سعيد عن جده انه قال : كنت جالسا مع ابي هريره في مسجد النبي (ص) بالمدينة ومعنا مروان بن الحكم ، فقال أبو هريرة : سمعت الصادق الصدوق يقول : هلكت امتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ، فقال أبو هريرة : لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت ، واضاف إلى ذلك الراوي كنت اخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا في الشام ، فإذا راهم غلمانا احداثا قال لنا : عسى هؤلاء ان يكونوا منهم ، قلنا انت اعلم.
وروى ايضا عن الزهري عن اسامة بن زيد انه قال : اشرف النبي (ص) على اطم من آطام المدينة فقال : هل ترون ما ارى ، قالوا
__________________ـ
(١) انظر ص ٢٢٢ / ج ٤ هذا النوع من المرويات منصنع الامويين واتباعهم الذين كانوا يحاذرون من يقضة المسلمين ومراقبة تصرفاتهم واعلان الثورة على تلك الانظمة الفاسدة التي احدثوها منذ ان تيسر لهم الستيلاء على الحكم بالسلاح والمال والخداع والمراوغة ، ولو صحت هذه المرويات عن الرسول (ص) فلابد وان يكون المقصود منها الخروج عن طاعة الامام الذي يحكم بالحق والعدل لا غيره ممن غير وبدل واراق الدماء وانتهك الحرمات ليتآمر على المسلمين ويتحكم في رقابهم حسب شهواته واهوائه.