من توبة؟ قال لا : فقتله ، فجعل يسأل ، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا. فادركه الموت فمال بصدره نحوها ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فأوحى الله إلى هذه ان تقربي ، وأوحى إلى هذه ان تباعدي ، وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه اقرب بشبر فغفر له (١).
وروى عن ابي هريرة ان رسون الله (ص) قال : ان موسى كان رجلا حييا يتستر كي لا يرى من جلده شئ استحياء منه. فآذاه من آذاه من بني اسرائيل ، فقالوا ما اسنتتر هذا الا من عيب بجلده ، اما برص ، واما ادره ، واما افة ، وان الله اراد ان يبرئه مما قالوا فيه ، فخلا يوما وحده ووضع ثيابه على الحجر ، ثم اغتسل ، فلما فرغ اقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وان الحجر عدا بثوبه ، فاخذ موسى عصاه وطلب الحجر وجعل يقول : ثوبي حجر ، ثوبي حجر ، ثم انتهى إلى ملأ من بني اسرائيل فرأوه عريانا احسن مما خلق الله وابرأه مما يقولون ، وقام إلى الحجر فأخذ ثوبه فلبسه ، وطفق بالحجر ضربا بعصاه ، والله ان بالحجر لندبا من اثر ضربه ثلاثا أو اربعا أو خمسا ، كما جاء في الرواية ، واضاف إلى ذلك ان الآية :
«يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها» نزلت بهذه المناسبة (٢).
وروى في باب صفة ابليس عن ابي هريرة ان النبي (ص) قال : إذا مر بين يدي احدكم شئ وهو يصلي فليمنعه ، فان ابى فليقاتله ، فانما هو شيطان.
وروى ايضا عن ابي هريرة ان الرسول قال : إذا نودي بالصلاة ادبر
__________________ـ
(١) ص ٢٦١ ولا شك في ان هذه الرواية وامثالها من صنع المرتزقة الذين كانوا يتقربون بالحكام السفاكين بمثل هذه المرويات التى تصور لهم ان التوبة تدفع عنهم مسؤولية جرائمهم مهما كان نوعها.
(٢) ص ٢٤٧.