الخلاف واكثروا الوئام ، وتمسكوا بالاصول المشتركة المتوفرة في مجالي العقيدة والشريعة ، وابتعدوا عن التنافر والتناكر حتى تكونوا صفا واحدا في وجه الاعداء لا يزعزعكم مكر الشياطين وحيلة أعدائهم في المناطق كلها».
ويطيب لي في المقام أن أركز على أمرين ، ربما يكون لهما أثر بارز في حصول التقريب ، وهما :
١ ـ ما هو المراد من التقريب
ليس المراد من التقريب بين المذاهب والطوائف الاسلامية ، هو ذوب طائفة في اخرى أو جعل جميع المذاهب مذهبا واحدا حتى لا يبقى من المذاهب المختلفة عين ولا أثر ويصبح المسلمون على مذهب واحدا ، فإن ذلك أمر عسير جدا إن لم يكن محالا عادة ولا يتفوه به ذو مسكة ولا يدعو إليه أحد من القادة أعني الذين يحملون لواء التقريب فإن معنى ذلك أن يصير الاشعري معتزليا أو بالعكس ويصبح السني شيعيا أو بالعكس. ومثله المذاهب الفقهية المتوفرة السائدة في العالم الاسلامي.
وإنما المراد هو التقريب بين القادة للمذاهب وبالتالي بين القادة واتباعهم وذلك من خلال رسم الخطوط العريضة المشتركة التي تجمع المذاهب الاسلامية في مجالي العقيدة والشريعة ، وانه لو كان هناك خلاف فيهما فهو بالنسبة إلى الامور المتفق عليها قليل جدا. فالله سبحانه ربنا ، والقرآن كتابنا ، ومحمد نبينا ، والكعبة قبلتنا ، وسنة الرسول قدوتنا ، وأئمة أهل البيت خيارنا إلى غير ذلك من الخطوط التي لا يحيد عنها أي مسلم قيد شعرة ، ومن أنكر أحدها خرج من ريقة الاسلام وهذا هو الذي يو حد المسلمين ويجمعهم تحت راية واحدة ويجعل شعار الجميع قول الشاعر المخلص الداعي إلى تقريب الخطى الذي يقول :
إنا لتجمعنا العقيدة أمة |
|
ويضمنا دين الهدى أتباعا |
ويؤلف الاسلام بين قلوبنا |
|
مهما ذهبنا في الهوى أشياعا |
فإذا كان النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبل إسلام من نطق بالشهادتين ، وأقام الصلاة ،