وإذا كان وجوب أتباعهم الزم كان الاقتداء بهم أسلم.
وإذا كانواصلى الله عليهم وسلم هم الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وذلك بعد أن أطلع الله تعالى آدم عليهالسلام على احوال من يخلق من ذريته وعلى منازلهم عنده فلو علم آدم عليهالسلام ان سؤاله بغيرهم يقوم مقام سؤاله بهم في قبول تبوته وإجابة دعاءه لما عدل عنهم ، فلما رأينا الاقتصار من القديم تعالى عليهم والاقتصار من أبيهم آدم عليهالسلام [بهم] ، علمنا أن سببهم أوثق سبب ورتبتهم أعلى الرتب.
يؤيد ما قلناه ويزيده بيانا : انه الصراط المستقيم وان الناكب عنه لا يؤمن بالآخرة ومن لميؤمن بالآخرة لم تثبت عنده صحة النبوة لعدم تصديقه بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي هذا بيان لمن تأمله.
ويؤيده إيضاحا وبيانا : أنه دعوة أبيه ابراهيم عليهماالسلام إذ قال الله تعالى : (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) (١).
واراد ب «عهده» الامامة التي عهد إليه أن يجعلها له.
والظلم هاهنا : هي عبادة الاصنام بدليل قوله سبحانه وتعالى : (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) (٢) وكذلك قد ذكره البخاري في صحيحه (٣) وذكره رزين العبدري في الجمع بين الصحاح الستة وذكره الواحدي في تفسيره وقد ذكرناه في كتابنا كتاب العمدة المقدم ذكره ، فمن
__________________
١ ـ سورة البقرة : ٢ / ١٢٤.
٢ ـ سورة لقمان : ٣١ / ١٣.
٣ ـ يراجع صحيح البخاري ٩ / ١٨ و ٦ / ١١٤.