ومنها قوله تعالى : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقون فقد رأيتموه ، وأنتم تنظرون) (١) وهذا أعظم بلاء في الاسلام من حيث يتمنى أعداء الله الموت من قبل أن يلقوه ، فلو لا اقدامه في الجهاد كما قال الله : (أعزة على الكافرين) (٢) لما وجب له ذلك.
وفي ذلك فقد النظير له والحث على وجوب اتباعه بأحسن الوجوه وأوجز الالفاظ وهو معنى قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) (٣).
ومنها قوله تعالى : (وأذان من الله ورسوله) (٤) الاية ، واسترجاع سورة براءة من غيره وتسليمها إليه بوحي الله تعالى لا بقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
يدل على ذلك بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطاها لغيره ونزل الوحي العزيز بتسليمها إليه وعزل غيره ، فقد دل ذلك على ولاية من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعزل من الله تعالى وولاية من الله تعالى له بعد ذلك العزل.
ومما يدل على أن ذلك كان علامة على استحقاق الامر له بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في جواب ذلك : انه قد اوحى [الله] إلى بأنه لا يؤدي عني إلا رجل مني (٥) فقد وجب ذلك بوحي الله تعالى وبقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبوحي الله تعالى جعل منه صلى الله عليهما وآلهما وهو قوله : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد
__________________
١ ـ سورة آل عمران : ٣ / ١٤٣.
٢ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٤
٣ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٤.
٤ ـ سورة التوبة : ٩ / ٣.
٥ ـ ينظر فضائل الصحابة ٢ / ٥٦٢ ، مسند احمد ١ / ١٥١.