لان بصحة تبليغها عن الله ينفع شهادة أن لا إله إلا الله ، وعدم تبليغها يبطل تبليغ الرسالة ، فإذا حصلت ، صح تبليغ الرسالة.
ومتى عدم التبليغ بهذا الامر لا يجدى تبليغ الرسالة ، وما كان شرطا في صحة وجودأمر من الامور ما صح وجوده الا بوجوده ووجب كوجوبه.
يوضح ذلك ويزيده بيانا ـ ان ولايته عليهالسلام قامت مقام ولاية رسول الله صلى عليه واله وسلم ـ قوله سبحانه وتعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (١) وقد تقدم اختصاصها به عليهالسلام.
واما القسم الثاني وهو انه أفضل رتبة من المتقدمين والمتأخرين من الانبياء والصديقين هو : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الانبياء ورسالته افضل الرسالات ، وقد أمر القديم سبحانه وتعالى سيد رسله صلىاللهعليهوآلهوسلم بإبلاغ فرض ولاية أمير المؤمنين صلى الله عليه وجعل في نفس وجوب اداء تبليغ ولايته سبب صحة تبليغ رسالته ، وأنه لم يصح تبليغ هذه الرسالة التي هي أفضل الرسالات إلا بتبليغ ولايته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعلى هذا حيث ثبتت الولاية كثبوت هذه الرسالة صارت شيئا واحدا.
وإذا كانت امامته كرسالته صار نفس هذه كنفس هذه ، وفضلها كفضلها إذ ليس يوجد من خلق الله تعالى من نفسه كنفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سواه بدليل قوله تعالى في آية المباهلة : (وأنفسنا وأنفسكم) (٢) فجعله تعالى نفس رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا كان نفس الرسول وولايته نفس ولايته كما قدمناه بطلت مما ثلته من كافة خلق الله تعالى.
__________________
١ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٥.
٢ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٦١.