الثالث : اسْمُ الفاعل ، وهو ما اشتقّ من فعل لمن قام به الفعل بمعنى الحدوث ، ويعمل عَمَلَ يَفْعَلُ مِنْ فِعْلِهِ ، سواء كان لازماً ، أو متعدّياً ، بشرط معنى الحال والاستقبال ، نحو : زيد ذاهب أخوهُ الآن ، أوْ غداً ، وزَيْدٌ ضارِبٌ غلامُهُ عمراً ، الآن ، وغداً. ولو قلت فيهما أمْسِ لم يجز خلافا للكسائي فإنّه قال : يَعمل اسم الفاعل مطلقاً ، سواء كان بمعنى الماضي ، أو الحال ، أو الاستقبال ، بل يجب أن يضاف إذا كان بمعنى الماضي ، نحو : غُلامُ زَيْدٍ ضاربُ عَمْرو أمْسِ ، إلّا إذا اُريد به حكاية حالٍ ماضية ، نحو : «وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ» (١) ، فإنّه عمل ولم يضف.
وإن كان لاسم الفاعل الّذي بمعنى الماضي معمول آخر ، غير الّذي اُضيف إليه نُصِبَ بفعل مقدّر دلّ عليه اسم الفاعل ، نحو : زَيْدٌ مُعْطي عَمْرو دِرْهَماً أمس.
ويشترط أيضاً أن يعتمد اسم الفاعل على المبتدأ ، أو ذي الحال ، أو الموصوف ، أو الموصول ، أو الهمزة ، أو ما ، نحو : زَيْدٌ قائمٌ أبُوهُ ، وجاءَ زَيْدٌ عادِياً فَرَسَهُ ، ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ قائم غُلامُهُ ، وجاءَ زَيْدٌ الضارِبُ أبُوه عَمْراً ، وأقائمُ الزَيْدانِ ، وما قائمُ الزَيدان.
واعلم : انّه إذا دخلت اللام على اسم الفاعل استوى الجميع من الماضي والحال والاستقبال ، تقول : مَرَرْتُ بالضارب أبُوهُ زَيْداً الآنَ ، أوْ غداً ، أوْ أمس.
____________________________
جنگ اجل و مرگ او را به تأخير مى اندازد ، شاهد در عمل مصدر با الف ولام است. (النِكاية اَعْدائه) جامع الشواهد.
(١) الكهف : ١٨.