سلك أحبابنا لا سيّما قرّة عيني الرّمدة ، وسرور نفسي الكَمِدَةِ علاء الملّة والدّين أحمد بن الصدر الإمام رئيس الأنام أقضى القضاة والحكّام مظهر الحقّ في الأحكام عماد الملّة والدين مفضّل الكاشي بلّغهما الله آمالهما وضاعف في العالمين إقبالهما أردت أن أشرحه شرحاً يفيد طالبه ويفيض إليه مطالبه بحيث لا أتخطّى من تحليل لفظه خُطاً كثيرة ولا أتجاوز عن تنقيح معناه إلّا مسافة يسيرة ، والتزمت أن أكتب ألفاظ المتن بتمامها من أوّل كتبة الشرح إلى تمامها حتّى يكون كالزيادة للمتعلّمين على التعريف ويغنيهم عن النسخ الّتي لعبت بها أيدي الجهلة بالتحريف وأرجو من الله تعالى أن يعينني على الإتمام ويجعله قائدي إلى دار السلام فإنّه المستعان وعليه التكلان.
قال المصنّف : الكلمة مفرد
أقول : قبل الشروع في المقصود لا بدّ من تقديم مقدّمة وهي هذه :
اعلم أنّ طالب كلّ شيء ينبغي أن يتصوّر أوّلاً ذلك الشيء بوجهٍ مّا لأنّ المجهول من جميع الوجوه لا يمكن طلبه وينبغي أيضاً أن يتصوّر الغرض من مطلوبه لأنّه إن لم يتصوّره يكون سعيه عبثاً ، فطالب النحو بتعلّمه ينبغي أن يتصوّره أوّلاً ويتصوّر الغرض منه قبل تعلّمه حتّى يكون في طلبه على بصيرة.
فنقول : النحو
في اللغة القصد ، وفي عرف النّحاة علم باُصول تعرف بها أحوال أواخر الكلم إعراباً وبناءً ، والغرض منه معرفة الإعراب ، والإعراب لا يوجد إلّا فيما يقع في التركيب الإسناديّ الّذي لا يوجد إلّا في الكلام ، والكلام إنّما يتركّب من كلمتين فلذلك جرت عادتهم في ترتيب الكتب النحويّة بتقديم الكلمة والكلام على سائر الأشياء وبتقديم