الكلمة على الكلام لأنّها جزؤه كما عرفت ، والشيء إنّما يعرف بعد معرفة أجزائه.
فقوله : «الكلمة مفرد» تقديره الكلمة لفظ موضوع مفرد فيخرج باللفظ غيره كالخطّ والعقد والنُصب والإشارة وبالموضوع المهمل ، كديز وبيز ، وبالمفرد المركّب كخمسة عشر ، وإنّما قلنا أنّ المهمل يخرج بقيد الموضوع لأنّ الموضوع لا يكون إلّا لمعنى والمهمل لا معنى له وإنّما حذف قولنا لفظ موضوع لدلالة قوله مفرد عليه لأنّ المفرد لا يوصف به في اصطلاح النحويّين إلّا اللفظ الموضوع.
قال : وهي إمّا «اسم» كرجل ، وإمّا «فعل» كَضَرَبَ وإمّا «حرف» كقَدْ.
أقول : يعني أنّ أقسام الكلمة منحصرة في هذه الثلاثة لأنّها إن دلّت بنفسها على معنى غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة أعني الماضي والحال والاستقبال فهي الاسم كرجل ، فإنّه يدلّ بنفسه على ذات غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة وإن دلّت بنفسها على معنى مقترن به فهي الفعل مثل : ضَرَبَ فإنّه يدلّ بنفسه على ضرْب مقترن بزمان الماضي وإن لم تدلّ بنفسها على معنى فهي الحرف كقَدْ ، فإنّه لا يدلّ على معنى بنفسه بل بواسطة غيره نحو : قد قام.
قال : الكلام مؤلّف إمّا من اسمين اُسند أحدهما إلى الآخر نحو : زيد قائم ، وإمّا من فعل واسم نحو : ضرب زيد ، ويسمّى كلاماً وجملة.
أقول : لمّا بيّن الكلمة أراد أن يبيّن الكلام فقوله : «مؤلّف»
احتراز عن