بعدة من أبطال الأنصار لحمايته (١) حتى يطمئن بذلك من غوائل الحرب.
وهو الذي فر يوم أحد (٢) كما فرّ الفاروق (٣) ولم يبايع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الموت في تلك الساعة الرهيبة التي قل فيها الناصر وتضعضعت راية السماء وبايع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الشهادة ثمانية ثلاثة من المهاجرين وخمسة من الأنصار لم يكن هو واحداً منهم كما صرح بذلك أرباب التاريخ (٤) بل لم يرو له رواة المسلمين جميعاً قتالاً في ذلك الموقف مهما يكن لونه (٥).
واذن فلماذا وقف مع الثائبين ان كان لم يفرّ ؟ ألم يكن القتال واجباً ما دام المدافعون لم يبلغوا العدد المطلوب لمقابلة العدو الذي أصاب النبي (ص) بعدة أصابات اضطرته إلى الصلاة جالساً.
ولعلّنا نعلم جميعاً ان شخصاً إذا كان في وسط الصراع ومعترك الحرب فلن ينجو من الموت على يد عدوه إلا بالفرار أو الدفاع بالاشتراك عملياً في المعركة. والصديق إذا لم يكن قد فعل شيئاً من هذين وقد نجا بلا ريب فمعنى هذا ان عدواً وقف امام عدوه مكتف اليدين فلم يقتله خصمه فهل أشفق المشركون على أبي بكر ولم يشفقوا على محمّد وعلي والزبير وأبي دجانة وسهل بن حنيف.
وليس لدي من تفسير معقول للموقف إلا ان يكون قد وقف إلى جوار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكسب بذلك موقفاً هو في
__________________
(١) راجع عيون الأثر ج ١ ص ٢٥٨.
(٢) كما يحدثنا بذلك التاريخ الشيعي.
(٣) وقد اعترف هو بذلك وذكره به رسول الله (ص) ـ راجع شرح النهج ج ٣ ص ٣٨٩ ، ٣٩٠.
(٤) صرح بذلك الواقدي كما في شرح النهج ج ٣ ص ٣٨٨. والمقريزي في الامتاع ص ١٣٢.
(٥) اعترف بذلك ابن أبي الحديد ج ٣ ص ٣٨٩.